news-details

بريطانيا تراجعت عن خطة إصابة الشعب بفيروس كورونا

أعدت كبرى مجلات السياسة الخارجية الأميركية "فورين بوليسي" تقريرا مطولا عن سياسية رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، والتي أعلنها قبل أيام ثم تراجع عنها، والمعروفة ببناء "حصانة القطيع" في مواجهة فيروس كورونا.

وأشارت المجلة الأميركية في تقريرها إلى اعتراف حكومة جونسون بأن استراتيجيتها بالسماح للفيروس بالانتشار وبناء الحصانة كانت فاشلة، ولكنها لم تصل إلى حد الضوابط الإلزامية.

وقالت إنه بينما كان الأوروبيون يغلقون المدارس ويضعون الجنود في الشوارع لفرض قواعد الحجر الصحي الصارمة، كانت النصيحة الرسمية للحكومة البريطانية لمواطنيها هي، في الأساس، فقط الحفاظ على الهدوء والاستمرار.

ظلت المدارس والمطاعم والمسارح والنوادي والأماكن الرياضية مفتوحة؛ وفقط فإن أولئك الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا نصحوا بالبقاء في المنزل.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن رد الفعل البريطاني البسيط كان مدفوعا بنظرية مثيرة للجدل تبناها كبار العلماء في حكومة المملكة المتحدة: أن أفضل طريقة لتخفيف العواقب طويلة المدى لوباء الفيروس التاجي هو السماح للفيروس بالانتشار بشكل طبيعي من أجل بناء السكان "مناعة القطيع".

ليلة الاثنين، اصطدمت هذه النظرية بالحقائق. واقترح تحليل جديد، أجراه إخصائيو المناعة في إمبريال كوليدج لندن وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، لتأثير فيروس التاجي في إيطاليا أن ما يصل إلى 30% من المرضى الذين دخلوا المستشفى بالفيروس، سيحتاجون إلى علاج العناية المركزة. وإذا تكررت هذه الأرقام في المملكة المتحدة، فسوف تطغى بسرعة على الخدمات الصحية الوطنية التي تديرها الدولة في بريطانيا.

وقالت "فورين بوليسي" إنه في غضون ساعات من التقرير، ظهر رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون في إحاطة يومية في مقر الحكومة للتراجع عن سياسة "حصانة القطيع". وأقر جونسون بضرورة "اتخاذ إجراءات صارمة"، وأعلن أنه من الآن فصاعدا، يجب على البريطانيين محاولة العمل من المنزل والامتناع طوعا عن السفر غير الضروري والتواصل الاجتماعي.

لكن نبرة جونسون، وسياسة بريطانيا، ورد فعل العديد من البريطانيين ظلت على النقيض القوي لبقية أوروبا، وهو صدى لافت للنظر لنهج رئيس الوزراء القائم على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من العام. ويتبع جونسون الآن نهجا أقرب إلى نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مناشدة الجمهور للتعاون الطوعي بدلا من طلبه- من نهج الاتحاد الأوروبي.

وقالت المجلة الأميركية إنه على النقيض من ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محذرا من أن بلاده "في حالة حرب" مع الفيروس التاجي، أن المواطنين سيضطرون إلى تسجيل نيتهم ​​لمغادرة منازلهم في أي موقع على الصعيد الوطني أو مواجهة غرامة قدرها 38 يورو (42 دولارا) ينفذها 100 ألف شرطي. ولم تفرض بريطانيا أي حظر إلزامي على الحركة أو على فتح الحانات وأماكن الترفيه.

وبدلا من ذلك، قال جونسون إن الحكومة تقدم "نصيحة قوية جدا بعدم زيارة الأماكن العامة مثل المسارح"، لكنه أضاف "لا أعتقد أنه سيكون من الضروري استخدام سلطات التنفيذ".

وكانت استراتيجية جونسون تتعرض لانتقادات لعدة أيام من قادة المعارضة في الداخل والمسؤولين في الخارج. وانتقد زعيم حزب العمل جيريمي كوربين الحكومة لكونها "راضية" و"خلف المنحنى" في تعاملها مع تفشي الفيروس التاجي.

وشكك العديد من كبار الأطباء البريطانيين في الأساس المنطقي لسياسة مناعة القطيع التي أعلنها جونسون، وحثوا الحكومة على نشر أدلة لرفضها اتباع بقية أوروبا في الإغلاق الفوري.

وفي الأسبوع الماضي، تحدى أكثر من 200 عالم بريطاني بارز نهج الحكومة في رسالة مفتوحة تساءلت عما إذا كان "ما يكفي معروفا عن "الإرهاق السلوكي"، وقالوا "الاستمرار في العمل كالمعتاد لأطول فترة ممكنة تقوض من رسالة مكافحة الفيروسات التاجية".

 

أخبار ذات صلة