news-details

تقرير: المجتمعات الزراعية في سوريا تعاني كثيرا من الجفاف المستمر

 

اعتقد المزارعون في سوريا أنه مع نهاية الأعمال القتالية وسيطرة الدولة على معظم الأراضي التي كانت خارج السيطرة، ستنتهي معاناتهم التي استمرت لسنوات، لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك، ولم يتخيلوا أو يخطر على بالهم أبدا أن يكون المناخ وعوامل تغيره ستكون صعبة مثل المعارك، فبات المشهد اليوم مقلقا للغاية لهؤلاء المزارعين الذين ينتظرون بفارغ الصبر نزول المطر ليحصلوا على محصول وفير قادم .

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق سوريا)، والمعروفة بأنها تشكل السلة الغذائية للبلاد ، كان المزارعون يترنحون تحت وطأة الجفاف الشديد، وهي مشقة لا يمكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد أو تعالجها السلطات أو الأمم المتحدة.

وقال عبد الله الحسين وهو مزارع سوري من الحسكة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن في محافظة الحسكة نعاني كثيرا أولا ، ابتلينا بالجفاف خلال العامين الماضيين، وقبل ذلك، واجهنا حرائق المزروعات التي تسببت فيها القوات الأمريكية والقوات الموالية لها.

من جانبه أكد، كرمو علي وهو مزارع سوري آخر أن قريته فيها مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة، وكانت الأمطار تهطل بشكل كاف في السنوات الماضية، مضيفا "الآن الوضع سيىء، حيث يتعين علينا انتظار هطول الأمطار المناسبة للحصول على حصاد وفير".

وقال كرمو"هذا هو واقعنا وقد فر معظم الناس من منازلهم بسبب قلة العمل والحصاد"، مؤكدا "لقد أصبح الوضع سيئا للغاية".

وفي مارس 2022 ، قالت الأمم المتحدة إن عام 2021 شهد أسوأ جفاف في سوريا منذ أكثر من 70 عاما، مما أثر على وصول مياه الشرب وتوليد الكهرباء ومياه الري للملايين.

وأضافت أن أزمة المياه أهلكت محصول القمح في البلاد، حيث انخفض الإنتاج من 2.8 مليون طن في عام 2020 إلى 1.05 مليون طن فقط في عام 2021.

في غضون ذلك قال وزير الزراعة السوري، محمد حسان قطنا، في تصريحات إذاعية محلية مؤخرا إن "انخفاض معدل هطول الأمطار أدى إلى انخفاض كميات المياه المخزنة في السدود إلى نسبة 52%، وانخفاض المياه الجوفية إلى حدود حرجة، وخروج المساحات المزروعة وعدم وصولها إلى مرحلة الإنبات، وبالتالي خسارتها".

كما قالت وزارة الإدارة المحلية والبيئة السورية في يناير/ كانون الثاني 2022، إن البلاد تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 70 عاما نتيجة قلة الأمطار في معظم المناطق، والعواصف المطيرة الغزيرة في المناطق الساحلية، مما ألحق أضرارا بالمحاصيل والمزارعين، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق الأخرى.

ونقلت صحيفة ((البعث )) الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في البلاد مؤخراً عن مديرة السلامة البيئية في الوزارة رويدا النهار، قولها إن ظاهرة الجفاف من أبرز التحديات التي تؤثر على التنمية في سوريا ، مشيرةً إلى تأثيرات الجفاف يمكن رؤيتها في جميع الأنشطة ، وخاصة الزراعية والاقتصادية والاجتماعية بدرجات مختلفة.

وأشارت إلى أن "إحدى السمات الرئيسية للجفاف في سوريا هو عدم القدرة على التنبؤ به".

كما أثر الجفاف على تجار الماشية، حيث انخفضت أسعار الأغنام بشكل كبير بسبب نقص العلف والجفاف.

وقال أبو بشار، وهو مزارع وتاجر مواشي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن سعر الخروف الواحد بلغ مليون ليرة سورية (الدولار الواحد يساوي 3015 ليرة سورية)، لكنه بيع بـ 100 ألف أو 200 ألف ليرة سورية، إذ لم يعد أحد يشتري المواشي بسبب قلة العلف والجفاف.

وأضاف "لم نشهد مثل هذا العام من قبل".

وكان رائد حمزة، مدير السياسات الزراعية في وزارة الزراعة ، قد قال في مقابلة أجريت معه مؤخرا، إن تغير المناخ تسبب في انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 40 % على الأقل، مضيفا إن قلة الأمطار هي العامل الرئيسي لأنها تؤثر على ري الأراضي الزراعية.

وقال المسؤول السوري إن نسبة الإنبات للمزارع قبل الحرب كانت تتراوح بين 85 و 90 % لكن قلة الأمطار والأسمدة أثرت على نسبة الإنبات وحجم الإنتاج بشكل عام.

وأضاف أنه بين عامي 2011 و 2016 ، قدرت خسائر الزراعة في سوريا بنحو 16 مليار دولار أمريكي.

أخبار ذات صلة