news-details

حريق يدمّر كثدرائية نوتدرام وماكرون يتعهدة ببنائها من جديد

أتى حريق هائل أمس الاثنين على كاثدرائية نوتردام التي تعد أحد أشهر المعالم بوسط العاصمة الفرنسية باريس، حيث دمر سقفها وأحد أبراج الجرس، في حادث أصاب فرنسا والعالم بالصدمة، لكن رجال الإطفاء تمكنوا من إنقاذ برجي الجرس الرئيسيين والجدران الخارجية من الانهيار قبل السيطرة على الحريق. في المقابل تعهد الرئيس الفرنسي عمانوئيل ماكرون بإعادة بناء الكنيسة من جديد.

وبعد نحو 15 ساعة من العمل المضني في اخماد الحرائق أكد الناطق بلسان قوات الاطفاء الفرنسية في العاصمة اخماد النيران بالكامل.

وانتشر الحريق، الذي اندلع في وقت مبكر من مساء الاثنين، بسرعة في سقف الكاتدرائية التي بنيت قبل ثمانية قرون وامتد إلى قمة البرج العملاق للكاتدرائية الذي انهار على أثر ذلك، ثم سقط السطح كله. وحتى اللحظة لم يعرف سبب شبوب الحريق، بينما أكد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف لاسكانر أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق لفحص أسباب الحريق، والتي لا زالت مبهمة الى اللحظة.

وتم إطفاء الحريق والسيطرة عليه، بعدما ظل مستعرًا لنحو ثماني ساعات، بحلول الساعة الثالثة صباح اليوم الثلاثاء بتوقيت وسط أوروبا. وفي وقت سابق حاول رجال الإطفاء الذين كانوا يكافحون للحيلولة دون انهيار أحد برجي الجرس الرئيسيين، إنقاذ الآثار الدينية والتحف الفنية التي لا تقدر بثمن. وأصيب أحد رجال الإطفاء بجروح خطيرة وهي الإصابة البشرية الوحيدة التي وردت تقارير عنها.

وقال الرئيس الفرنسي عمانوئيل ماكرون للصحفيين في الموقع قبيل منتصف الليل بقليل "تفادينا الأسوأ". مؤكدًا أن فرنسا ستطلق حملة لإعادة بناء الكاتدرائية، بما في ذلك جهود لجمع التبرعات ومناشدة الموهوبين من أنحاء العالم للمساهمة. وأضاف ماكرون الذي بدا متأثرًا بشدة "سنعيد بناءها معًا. ستكون بلا شك جزءًا من المصير الفرنسي ومشروعنا للسنوات القادمة".

ونجا الهيكل الحجري الرئيسي للكاتدرائية من التدمير التام في الوقت الذي تمت فيه السيطرة الحريق. بينما غطت سحابة دخان كبرى سماء المدينة فيما تساقط الرماد على مساحة واسعة حول الكاتدرائية، وطغت على أفق العاصمة الفرنسية، فيما كافح رجال الإطفاء الدخان والقطع المتساقطة من الرصاص المنصهر وهم يحاولون إنقاذ بعض كنوز نوتردام.

وقال متحدث باسم فرقة الإطفاء في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء "سنستمر في مراقبة أي جيوب متبقية للحريق وتبريد الأجزاء التي لا تزال ملتهبة، مثل الإطارات الخشبية".

ونظر أبناء باريس والسياح المصدودين غير مصدقين لما يحدث بينما كان الحريق يستعر في الكاتدرائية التي تقع في جزيرة إيل دو لا سيت في نهر السين وتعد معلما رئيسا في وسط العاصمة الفرنسية.

وعبّر زعماء العالم عن صدمتهم وأرسلوا برقيات مواساة للشعب الفرنسي.

وقال مكتب المدعي العام في باريس إنه بدأ تحقيقا بشأن الحريق. وقالت عدة مصادر في الشرطة إنهم يعملون حاليا بناء على افتراض أن الحريق حادث غير متعمد.

وألغى ماكرون خطابا كان من المفترض أن يوجهه إلى الأمة مساء الاثنين في محاولة للرد على موجة من الاحتجاجات التي هزت رئاسته. وذهب بدلا من ذلك إلى موقع الحريق مع زوجته بريجيت وبعض وزرائه. ووجه الشكر إلى خدمات الطوارئ ورجال الإطفاء.

وقالت خدمة الدفاع المدني الفرنسية، فيما قد يكون ردا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اقترح على رجال الإطفاء "التحرك بسرعة" والاستعانة بطائرات إطفاء، إن هذا الخيار كان مستبعدا نظرا لأنه ربما يسفر عن تدمير المبنى بأكمله.

وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن تضامنهما مع الشعب الفرنسي. ووصفت ميركل الكاتدرائية بأنها أحد "رموز فرنسا والثقافة الأوروبية". بينما عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فزعه اليوم الاثنين إزاء الحريق الذي يلتهم كاتدرائية نوتردام التاريخية في باريس.

وقال ترامب على تويتر "إنه لأمر مروع للغاية رؤية الحريق الهائل في كاتدرائية نوتردام في باريس. ربما يمكن استخدام طائرات رش المياه لإخماده (الحريق). يجب التحرك سريعا!"

وقال الفاتيكان إن الحريق سبب "صدمة وحزنا"، مضيفا أنه يصلي من أجل رجال الإطفاء.

وقالت رئيسة بلدية باريس، آن هيدلاجو، في الموقع إن بعض التحف الفنية التي كانت في الكاتدرائية نقلت إلى الخارج ويجري وضعها في مخزن آمن.

ودعا رئيس أساقفة باريس جميع القساوسة في المدينة إلى قرع الأجراس في لفتة تضامن مع نوتردام.

وقالت شاهدة تدعى سامنتا سيلفا والدموع تنهمر من عينيها "لدي كثير من الأصدقاء في الخارج وفي كل مرة يأتون أطلب منهم الذهاب إلى نوتردام. وأضافت "زرتها العديد من المرات لكنها لن تكون أبدا كما كانت. إنها رمز حقيقي لباريس".

وصدرت بالفعل مناشدات لجمع تبرعات في الولايات المتحدة لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام، بينما نقل عن الرئيس التنفيذي لمجموعة كيرينج للسلع الفاخرة في فرنسا قوله في بيان نشرته وكالة الأنباء الفرنسية إنه سيتعهد بدفع 100 مليون يورو (113 مليون دولار) لجهود إعادة بناء الكاتدرائية.

ويعود بناء الكاتدرائية إلى القرن الثاني عشر وهي مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي. ويزور الكاتدرائية ملايين السياح كل عام.

أخبار ذات صلة