news-details

دنيس روس: ضم الضفة ضار ومردود أيضا

*رئيس كولومبيا السابق سانتوس يدعو العالم للتجند ضد مخطط الاحتلال "لضم الضفة"

حذر المستشار الرئاسي الأميركي الأسبق دينيس روس، رئيس أهم معهد بحثي صهيوني، من مخطط فرض ما تسمى السيادة الإسرائيلية على المستوطنات ومناطق شاسعة من الضفة المحتلة، مشددا على وضعية الساحة الأميركية، وإمكانية فوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، بموجب مقال نشره في صحيفة "يسرائيل هيوم". في حين نشر الرئيس الكولومبي الأسبق خوان مانويل سانتوس مقالا في صحيفة "هآرتس" يحذر فيها إسرائيل، التي يعتبر نفسه صديقا مخلصا لها، من سياسة الضم. 

ودينيس روس كان مبعوثا للمفاوضات في سنوات التسعين، ومستشارا للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وأيضا لفترة محدودة للرئيس باراك أوباما، ويرأس حاليا معهد سياسة الشعب اليهودي في الوكالة الصهيوني، وقال في مقاله، "وفقا لنهج مؤيدي الضم، فإننا الآن في لحظة مميزة، تبدي فيها ادارة دونالد ترامب استعدادا لتأييد فرض سيادة اسرائيل على نحو 30% من مناطق يهودا والسامرة. ينبغي استغلال هذه اللحظة، كما يدعون، لان الضم سيحدد مستوى أساسيا جديدا، سيقبل به باقي العالم، بمرور الزمن، وفي كل مفاوضات في المستقبل ستكون هذه نقطة البداية".

"يبدو هذا جيدا للسمع. غير أن هذه ليست الحقيقة. فما الذي سيحصل إذا ما خسر ترامب في الانتخابات وانتخب بايدن رئيسا؟ هذا سبب وجيه أكثر وجاهة لاستغلال اللحظة الحالية، كما يروج لنا مؤيدو الضم. ولكن اذا خسر ترامب، وهذه امكانية معقولة بالتأكيد، وانتصر بايدن فألغى الاعتراف الأميركي بالضم... فماذا ستربح اسرائيل؟ لا توجد جهة دولية واحدة تعترف بالضم، ولن ينشأ مستوى اساسي جديد. بالعكس، عندما تشير أربع دول أوروبية على الأقل بانها سترد على بسط السيادة في الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967، فإن من شأن الضم أن يخلق مستوى اساسيا من ناحية اسرائيل هو اسوأ من ذاك القائم الان: خطوط 1967 زائد الكتل الاستيطانية".

 وتابع روس،  "دون التطرق لمسألة اذا كان بادين سينتخب، واذا كان نعم، كيف سيتصرف تجاه الضم، يوجد بعدٌ إضافي يجب مراعاته. الضم، بالتأكيد، سيعمق الانقسام السياسي القائم في الولايات المتحدة تجاه اسرائيل. لقد كانت اسرائيل موضوعا للحزبين وتعتبر مصلحة اميركية، ليست شأنا ديمقراطيا او جمهوريا، ولكن صورتها ثنائية الحزب باتت منذ الآن في خطر، والضم سيسيء ويفاقم الوضع".

"كما ان الضم سيعزز بشكل دراماتيكي الموقف غير العاطف تجاه اسرائيل من جانب الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، حيث يتعاظم التضامن مع الفلسطينيين. في ضوء الارتفاع البارز في اهمية مفهوم العدل في الولايات المتحدة، فان الضم الاسرائيلي سيساعد الرواية التي تعرض الفلسطينيين كضحايا. وما سيستوعب هنا هو الشعار الفلسطيني بمساواة الحقوق، "رجل واحد، صوت واحد" – أي دولة واحدة. فمن في أمريكا سيعارض مثل هذا المطلب؟".

ويختم روس كاتبا، "يمكن الجدال حول التأييد أو المعارضة للضم، ولكن من الحيوي ان يكون للجدال اتصال بالواقع. لسوء الحظ، فان من يعتقد أنه يمكن تنفيذ الضم دون دفع ثمن في الولايات المتحدة يوهم نفسه. للضم سيكون ثمن، واذا لم يكن الربح الا وهما، فما المعنى من أخذ المخاطرة؟" 

 

على العالم أن يتجند ضد الضم

كما نشر الرئيس الكولومبي الأسبق، خوان مانويل سانتوس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، مقالا استعرض فيه تجربته مع الحرب في كولومبيا، التي استمرت سنوات طوال، وكيف قاد المفاوضات لوقفها. وتباهي بعلاقته الحميمية بإسرائيل، وحتى أن الرئيس الفنزويلي السابق، كان قد وصف كولومبيا في عهد سانتوس بأنها "إسرائيل أميركا اللاتينية".

وقال سانتوس، إن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أبتلي به الشرق الأوسط طوال السنوات الـ 70 الأخيرة. دولتي، كولومبيا عانت من صراع مشابه، مؤلم وطويل، والذي بدا وكأنه قد خلد نفسه وكان غير قابل للحل. الطريق للسلام اقتضت شجاعة وسعة قلب. كصديق لاسرائيل، أنا قلق جداً من أن هذه القيم تم تغييبها تماماً من خطة الحكومة لضم أجزاء من الضفة الغربية".

"السلام في الشرق الأوسط، وكذلك العدالة والحرية للفلسطينيين، هي على رأس أولويات مجموعة الزعماء القدامى التي أسسها نيلسون مانديلا، منذ تأسيس المجموعة وحتى اليوم، لهذا، اخترنا الحديث الآن ضد الضم، ونحن ندعو إلى رد موحد وعنيد من جانب زعماء ذوي تأثير في العالم".

وتابع سانتوس، أن "مخططات الضم التي يضعها بنيامين نتنياهو تعكس تنكرا وحيد الجانب لحل الدولتين، ومعظم دول المنطقة والعالم تعارض ذلك. الضم من شأنه ان يثير في المنطقة ضجة كبيرة، ويزيد أكثر الاغتراب والمرارة في أوساط الفلسطينيين، ويحرض جيران اسرائيل، ويمحو الإطار الديمقراطي والدستوري للدولة اليهودية".

وختم قائلا،  "إذا قبل المجتمع الدولي بصمت رؤية إسرائيل، والتي معناها هو الاستحواذ على المناطق الفلسطينية بالقوة فإن الوحيدين الذين ستكون هذه الخطوة لصالحهم هم مؤيدو الحرب وأوائل الذين يتوقون للسيطرة على أراضي جيرانهم".

 

أخبار ذات صلة