news-details

زلزال: أستاذ للقانون ومرشح مسجون بتهم فساد يتأهلان للجولة الثانية بالانتخابات الرئاسية

 

فشل المرشحون البارزون في الانتخابات الرئاسية بتونس باقناع الناخبين التونسيين، فأتت النتائج الأولية مفاجئة لتسفر عن انتقال أستاذ للقانون ومرشح مسجون بتهم فساد الى الجولة الثانية، على خلفية نسبة تصويت متدنية جدًا في الجولة الأولى بالكاد بلغت 45% من أصحاب حق الاقتراع الـ7 مليون.

وتشكل هذه النسبة تراجعًا بنسبة 20% عن نسبة التصويت في الانتخابات عام 2014. 

وبينما أظهر استطلاعات الرأي الأولية تقدم الأستاذ قيس سعيد بحصوله على 19% من أصوات الناخبين، يليه رجل الأعمال الشعبوي نبيل القروي القابع بالسجن في تهم فساد، مع 15% من الأصوات.

وأشارت مؤسسة "سيغما كونساي" حسب سبر لآراء ما بعد التصويت بالانتخابات الرئاسية، الى أن 42.7 بالمائة من الذين صوّتوا لنبيل القروي كانوا قد منحوا أصواتهم لنداء تونس في إنتخابات 2014. في حين أظهر التوزيع نفسه أن 32.9 بالمائة من الذين صوّتوا لقيس سعيد لم يصوّتوا سابقا لأي حزب. 

واعلن المرشح المستقل قيس سعيد، مساء الأحد، أي بعد ساعات قليلة من إغلاق مراكز الاقتراع، وصدور نتائج تقديرية لشركات استطلاعات الرأي تظهر تقدمه، إنه يتعهد بالارتقاء بإرادة الشعب الى مستوى سلطة القرار.

وأكد سعيد، في تصريحات اعلامية، أنه سيعمل على تحقيق مطالب "ثورة 17 دسيمبر 2010" والوفاء لشهداء تونس، مضيفا قوله إنه سيسعى الى أن تكون دولة القانون حجر الأساس في إدارة الشأن العام وإلى الالتزام بالارادة العامة.

وقال إن "تقدمه في التصويت يمنحه مسؤولية كبيرة في الالتزام بالعمل من أجل كسب ثقة الشعب"، متعهدا بالعمل على تحويل ما وصفه بالإحباط الى الرجاء والأمل وبالاستثمار في الثروات وأهمها الثروة البشرية ممثلة في الشباب.

 

هل سيُسمح للقروي الاستمرار بالترشح وخوض الجولة الثانية؟

يثير اجتياز المرشح نبيل القروي معضلة قضائية ليست ببسيطة، فهذا المرشح الشعبوي الذي أدار حملته من داخل السجن حيث يلاحق بتهم فساد، لربما لن يتمكن من خوض الجولة الثانية من الانتخابات، بسبب ملاحقته قضائيًا، في ظل ضبابية وعدم وضوح بشأن استحاققه الترشح للانتخابات بينما لا زال وراء القضبان.

من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، نبيل بفون إن المترشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي ترشحه مقبول منذ البداية وإلى الآن لا يوجد أي مانع يمنعه من الترشح.

وأضاف بفون فور صدور نتائج أولية أظهرت تقدم القروي بالجولة الأولى، أن في صورة صدر حكم قضائي نهائي يمنع القروي من الترشح للانتخابات الرئاسية فذلك حديث آخر.

وتابع بفون أنه في حال صدر حكم نهائي ضد القروي فإنه يقع الغاء اسمه من قائمة المترشحين مصرحا إذا صدر حكم قضائي يقصي أحد المترشحين المتحصلين على المرتبة الاولى والثانية في الانتخابات يقع المرور الى المترشح صاحب المركز الثالث. 

من جانبها، توجهت سلوى السماوي زوجة القروي، برسالة نقلها زوجها للناخبين من السجن، وقالت إن زوجها يعتبر أن النتائج الأولية لمؤسسة سيغما كونساي ''رسالة قوية للناس الذين ظلموه وقسوا عليه .. فقام نبيل القروي  بإقصائهم بعدد الأصوات في صندوق الإقتراع وليس بالسجن ولا بتوظيف القانون لمصالحهم الشخصية'' وفق تعبيرها .

ودعت سلوى السماوي حاكم التحقيق لتولي ملف قضية زوجها وإقرار حكم الإفراج عنه، مضيفة أن القروي متسمك بفتح يده بتسامح لمن يقاسمه نفس الرؤية والمبادئ.

وقرأت السماوي في ندوة صحفية رسالة توجه بها نبيل القروي إلى الشعب التونسي من داخل سجنه، توجه فيها بالشكر لمن وثق فيه ودعمه، قائلا ''اليوم الشعب التونسي إختار مترشحين للمرور للدور الثاني، نتمنى أن تزول المظلمة التي تعرضت لها''، مضيفا ''المظلمة التي أنا فيها وجب أن تزول..''.

وتخلصت تونس من الحكم الاستبدادي قبل ثمانية أعوام في ثورة ألهمت انتفاضات "الربيع العربي" في مصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا لكنها وحدها حظت بانتقال سلس وسلمي إلى الديمقراطية.

وكان قد توجه أكثر من سبعة ملايين تونسي اليوم إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد، في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تنظم في أعقاب رحيل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.

أخبار ذات صلة