news-details

فشل طرح أرامكو للاكتاب العام: البيئيون ينتصرون!

 

تبدو عملية طرح أسهم شركة النفط السعودية الأكبر في العالم - أرامكو، بطيئة جدًا حتى فاشلة، اذ يتضح أن المبلغ المستهدف من الطرح الأوليّ بقيمة 2 مليار دولار أعلى مما كان المستثمرون على استعداد لدفعه مقابل اقتناء أسهم أكثر الشركات ربحية في العالم. ومنذ طرح أسهم الشركة، الأحد المنصرم، لم تبع الشركة الأسهم بشكل مباشر بعد، بل ألغت العروض الترويجية لبيعها في نيويورك ولندن، فيما أشارت صحيفة بريطانية الى خشية المصارف والمستثمرين من التغير المناخي.

وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن مجموعات بيئية رحبت بالأنباء عن نقطة التحول المحتملة بخشية المستثمرين من وضع أموالهم في الأسواق النفطية، وسط توجهات الى الاستثمار في المصادر المتجددة للطاقة أكثر من ذي قبل، اضافة الى الأرباح الكبيرة التي كانت ستجنيها المصارف من التحويلات لشراء الأسهم. فقد كان يتوقع أن تجني المصارف الكبرى "جي بي مورغان تشيس"، "بنك أوف أمريكا"، "جولمان ساكس"، "مورغان ستانلي"، "سيتي غروب"، "اتس اس بي سي"، و "كريديت سويس"، ما مجمله 300 مليون دولار من العمولات المصرفية من اكتتاب أرامكو. ولكن بسبب مخاوف من نموذج عمل واستثمار أرامكو يتوقع أن يخفض قيمة الأرباح التي ستجنيها المصارف الى نحو 90 مليون دولار فقط.

وحددت سعر الأسهم بين 30 و32 ريالًا، أو بين 8-8,5 دولار للسهم الواحد، وطرحت نحو 3 مليار سهم للبيع (تشكل نحو 1,5% من أسهم الشركة). 

وألغت الشركة هذا الأسبوع عروضا ترويجية في نيويورك ولندن، بعدما قررت عدم بيع الأسهم مباشرة لمستثمرين في أسواق متقدمة، والمضي قدما في طرح يركز على السوق المحلية إلى حد كبير بدلا من ذلك.

وحددت أرامكو يوم الأحد سعرا استرشاديا للصفقة، يُقيم الشركة بما يصل إلى 1.7 تريليون دولار، ما يقل عن تريليوني دولار كان يستهدفها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكنه يضعها على المسار لتصبح أكبر طرح عام أولي في العالم.

وقال باتريك مكولي مدير شبكة العمل لأجل الغابات الاستوائية "هذه ضربة موجهة لجايمي ديمون (مدير عام مصرف جي بي مورغان) وكافة المسؤولين بالمصارف. فقد تم ايهامهم بجشعهم الخاص بأنه في عهد يزداد فيه القلق للتغيّر المناخي لا زالوا يستطيعون جني الأرباح كاللصوص من الصفقة متجاهلين المخاوف ازاء سجل الحكومة السعودية الأسود بمجال حقوق الانسان وهدفها بتوسيع وزيادة انتاج النفط والغاز واحداث المزيد من الأضرار للبيئة وزيادة انبعاثات الكربون".

في المقابل، اعتبر الملك سلمان - أن طرح أرامكو للاكتتاب العام في السوق المالية سيخلق آلاف الوظائف ويجذب استثمارات أجنبية الى السعودية، معتبرًا أن البلد "يسير في طريقه إلى تحقيق المزيد من الإنجازات ضمن رؤية 2030".

وأوضح ملك السعودية التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم، أن " السياسة النفطية للمملكة تهدف إلى تحقيق أمن وموثوقية إمدادات النفط". وأشاد بقدرة شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط على استعادة طاقتها الإنتاجية بسرعة بعد الهجمات على منشآتها في أيلول والتي تسببت في البداية في وقف أكثر من 5 في المئة من المعروض العالمي.

وتسعى السعودية في عهد الملك سلمان لتعزيز اقتصادها وتنويع مصادر دخله.

لكن مصادر قالت لرويترز إن أرامكو السعودية تخطط للاجتماع مع مستثمرين في دبي الأسبوع القادم، في إطار سعيها لجمع ما يصل إلى 25.6 مليار دولار في أكبر عملية بيع للأسهم في العالم. وستستضيف شركة النفط الحكومية العملاقة ومستشاروها اجتماعات في فندق ريتز كارلتون بمركز دبي المالي العالمي في 24 تشرين الثاني، حسبما قال مستثمر اطلع على الدعوة، على أن تلتقي بمستثمرين في أبوظبي باليوم التالي.

 

أخبار ذات صلة