news-details

وفاة رئيس أركان الجيش الجزائري في مرحلة دقيقة من الأزمة السياسية

قالت وسائل إعلام رسمية اليوم الاثنين إن رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح توفي على إثر سكتة قلبية، وذلك بعدما لعب دورا محوريا في تنحي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن الحكم.

جاءت وفاة قايد صالح عن 79 عاما في وقت يشهد احتجاجات شعبية في أنحاء البلاد حيث يطالب المحتجون باستبعاد النخبة الحاكمة وإبعاد الجيش صاحب النفوذ الكبير عن المشهد السياسي.

وقد لا يعني رحيل قايد صالح حدوث تغييرات كبيرة في التوجهات الاقتصادية والسياسية للجزائر مع وقوف كبار اللواءات بالجيش متحدين بشأن التعامل مع الاحتجاجات.

وقال لواء متقاعد طلب عدم نشر اسمه "تسلسل الجيش متحد وسيمضي قدما بعد قايد صالح كما فعل قبله. جيش الجرائر كتلة واحدة، لا تخضع لنفوذ لواء واحد لكن لديها إجماعا مثل محركها".

وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد لمدة ثلاثة أيام وقال إن قائد القوات البرية اللواء سعيد شنقريحة سيتولى منصب رئيس أركان الجيش بالإنابة.

وجاءت وفاة قايد صالح بعد أقل من أسبوع من تنصيب تبون بعد انتخابات ضغط الجيش من أجل تنظيمها باعتبارها السبيل الوحيد لحل الأزمة المتعلقة بالاحتجاجات الحاشدة. وعارض المتظاهرون الاقتراع وأظهرت أرقام رسمية أدلاء 40 بالمئة فقط من الناخبين بأصواتهم.

ورفضت السلطات إلى الآن أي محاولة منظمة لسحق الاحتجاجات باستخدام العنف، وسمحت باستمرارها في كل أسبوع لكنها عززت وجود الشرطة في الشهور القليلة الماضية واعتقلت الكثير من المتظاهرين.

وقال إسلام بن عطية، وهو شخصية بارزة بحركة الاحتجاج، على فيسبوك "يكفيك عند ربك أنك ابريت بقسمك ولم تسقط قطرة دم واحدة رغم صعوبة الأزمة".

 

* "دولة مدنية ماشي عسكرية"

برز الدور المحوري للجيش في السياسة بالجزائر الأسبوع الماضي خلال حفل تنصيب تبون حيث عانق قايد صالح ومنحه وسام الاستحقاق بعد أن أدى اليمين مباشرة.

وبعد أسابيع من تفجر الاحتجاجات الحاشدة في وقت سابق من هذا العام، ألقى قايد صالح خطابا عبر التلفزيون دعا فيه الرئيس بوتفليقة إلى الاستقالة مما دفع الزعيم المخضرم إلى التنحي.

ودعم الجيش بعد ذلك سلسلة من الاعتقالات لحلفاء بوتفليقة وكبار رجال الأعمال في حملة لمكافحة الفساد كان ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تطهير لخصوم الجيش داخل النظام الحاكم.

لكن ذلك لم يكن كافيا لإرضاء الجزائريين الذين بدأ الكثير منهم يطالب باستقالة قايد صالح. ومن الشعارات التي رددوها مرارا خلال الاحتجاجات شعار "دولة مدنية ماشي (ليست) عسكرية".

وللجيش دور مركزي في الحياة السياسية بالجزائر منذ استقلالها عن فرنسا في 1962 بعد حرب عصابات على القوة الاستعمارية. ومعظم قادة الدولة منذ تلك الفترة، ومنهم قايد صالح ورئيس أركان الجيش الجديد بالإنابة شنقريحة، من قدامى المحاربين الذين خاضوا هذا الصراع.

 

* أقوى شخصية في الجزائر

تلقى قايد صالح تدريبا عسكريا في الاتحاد السوفيتي وأصبح قائدا للقوات البرية الجزائرية في 1994 في بدايات الحرب الأهلية بين الدولة ومتمردين إسلاميين التي أدت إلى سقوط 200 ألف قتيل.

وعينه بوتفليقة في منصب رئيس أركان الجيش بعد عشر سنوات. وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، رسخ قايد صالح تأثير الجيش في النخبة الحاكمة، وساعد بوتفليقة على مواجهة جهاز المخابرات الذي كان المهيمن ذات يوم.

ومع الإطاحة ببوتفليقة وحلفائه هذا العام، بات الدور المحوري للجيش أكثر وضوحا وبزغ نجم قايد صالح باعتباره أقوى شخصية في البلاد.

وضغط بقوة من أجل الانتخابات التي أجريت هذا الشهر لاختيار بديل لبوتفليقة، وهو اقتراع رفضه المحتجون واعتبروه تمثيلية تهدف لإبقاء النخبة الحاكمة في موقعها، لكن الجيش كان يرى أنها ضرورية لاستعادة الحكم الدستوري.

وقال لواء متقاعد آخر "الحمد لله أن لدينا رئيسا الآن. تخيلوا ماذا كان سيحدث إن لم يكن هناك رئيس".

وستنظم جنازة قايد صالح غدا الثلاثاء، وهو اليوم الذي نظم فيه الطلاب احتجاجات أسبوعية معظم العام.

أخبار ذات صلة