news-details

الوقاية من امراض جهاز الهضمي

لأمراض جهاز الهضمي أسباب متنوعة منها ما يتعلق بالغذاء ونوعيته ونظافته ونظامه، ومنها ما يرتبط بعوامل نفسية او بيئية.

تلعب الوقاية دورا رئيسيا في تجنب الكثير من الامراض وخصوصا اذا ما اعتمدت مبادئ النظافة والأسس الصحية في تحضير الطعام وتناوله، كذلك يشكل الامتناع عن التدخين، والمشروبات الكحولية عاملا فعالا في تماشي الاصابة بالمرض.

ما هي أسباب الأمراض الهضمية بشكل عام وكيف تتم الوقاية منها؟

تتشكل القناة الهضمية مع الغدد الملحقة بها جهازا مهما من أجهزة البدن، فعبرها تمر الأطعمة والمواد الغذائية من البيئة الخارجية إلى داخل الجسم، حيث يتم استقلاب

المواد الأولية التي يحتاجها الجسم للحصول على الطاقة. 

تخضع وظيفة هذه القناة لعدة عوامل، أولها بنية الجسم العامة، وما ورثته من خصائص فيزيولوجية او أمراض وراثية. من ناحية ثانية فهي تتأثر بالبيئة الاجتماعية من عادات وتقاليد وطباع ذاتية فتحديد نوعية الغذاء وكميته وأسلوب ووقت تناوله ودرجة نظافته كلها عوامل تؤثر في صحة الجسم وجهازه الهضمي.

كما يتأثر الجهاز الهضمي، على نحو غير مباشر بحالة المرء النفسية والعصبية، وهذا التأثير غير المباشر يتم عن طريق التأثير العصبي على الجهاز المستقل الذي يعصب مختلف أجزاء الجهاز الهضمي ويدير عملها.

معظم أمراض الجهاز الهضمي هي أمراض مزمنة ولا يمكن التخلص منها نهائيا للاسف، الا ان الوقاية تلعب دورا كبيرا في تخفيف أعراض هذه الأمراض والحد من تفاقمها.

ونفسها الوقاية تحمي أي فرد من الاصابة بهذه الأمراض. 

النظافة هي من أهم الوسائل التي تحمي الجهاز الهضمي من انتقال الأخماج إليه، 

وتعتبر الخضار من اكثر الأغذية عرضة للتلوث سواء بالمياه او ببراز الحيوانات لذا فان تنظيفها الجيد يقي من اخطارها المحتملة.

 هناك عوامل وراثية تؤثر على عمل الجهاز الهضمي. فالعوامل الوراثية تمدد الكثير من الصفات البنيوية والفيزيولوجية للجسم وراثيا، ويتم ذلك مع تلقيح البويضة واتحاد صبغياتها بصبغيات النطفة. 

لذا فان العديد من الاشخاص يملكون صفات في بنية ووظيفة اعضائهم تشكل خللا 

فيها او استعدادا للإصابة بأمراض واضطرابات معينة. فبعض الأجسام يفتقر مثلا لوجود انظيم (انزيم) ما، مما يجعله غير قادر على تقبل وهضم المادة التي يوفر هذا الإنزيم عادة هضمها، ولا يعود هذا الى أي سبب مرضي بل الى كون المرء قد ورث هذه الحالة خلال تكونه الجنيني من احد والديه او كليهما . فالمورثات هي التي تحدد بنية الجسم والخصائص التفصيلية لكل من أعضائه.

وكذلك فان لدى بعض الاجسام استعدادا وراثيا للاصابة بالتقرح وبامراض هضمية مختلفة. وفي هذه الحال تؤثر عوامل عديدة مهما كانت بسيطة في احداث الاصابة. هناك العديد من العوامل الخارجية التي تسبب امراض الجهاز الهضمي ومن هذه الاسباب عوامل غذائية او امراض تصيب اجهزة الجسم الاخرى. 

فبعض الامراض الهضمية الوراثية قد تبقى عامة مده من الزمن ولا تظهر الا اذا تواجدت المنبهات الخارجية التي تظهرها.

وقد تضم هذه المثيرات انواعا معينة من الطعام او المنبهات او المشروبات او الادوية. لذا فان الوقاية في مثل هذه الحالات تكون بإنتباه الاهل اولا ومراقبة تأثر أطفالهم بالأنواع المختلفة من الأغذية وكذلك مراقبة عمل الجهاز الهضمي لهؤلاء، وذلك للكشف المبكر عن اية اصابة وراثية، وتحديد العوامل المثيرة او المضرة لها وتجنبها. من ناحية أخرى، تؤثر بعض أمراض أجهزة الجسم الأخرى على عمل الجهاز الهضمي فبعض الاضطرابات الوظيفية في الغدد مثلا قد تسبب اضطرابات 

معوية كالاسهال او الكتام او القياء، والأمراض القلبية وخصوصا قصور القلب، قد تؤثر على الكبد فيتضخم وتتلف بعض خلاياه ويصبح عرضة للإصابة بالتشمع.

وعلى المرء تفادي تناول الاطعمة والمشروبات التي تضر بجهازه الهضمي أو على الأقل التقليل منها كما عليه عدم إهمال معالجة أي مرض يصيب الجسم تفاديا لخطورة مضاعفاته. 

* العوامل الذاتية:

يحدد الإنسان نظامه الغذائي انطلاقا من عاداته وطباعه وذوقه، فهو الذي يختار نوعية الطعام وكميته..، ولكن غالبا ما تفرض عليه ظروف العملية عدم اتباع برنامج محدد من تناول الطعام بما يتناسب مع حاجاته الغذائية.

يمكن عدم إرهاق الجهاز الهضمي والمحافظة على حالته الصحية الجيدة التي التزمنا ببعض القواعد منها:

  • تناول وجبات صغيرة ومتكررة من الطعام، تفاديًا لترك المعدة فارغة مدة طويلة.

  • مضغ الطعام جيدا وبلعه على دفعات صغيرة

  • عدم الإفراط في الأكل حتى التخمة، خصوصا الطعام الدسم، لأن ذلك قد يعرض  المعثكلة (البنكرياس) والكبد الى للإرهاق ويؤدي بالتالي الى قصورهما. 

  • اتباع نظام غذائي متوازن يحوي المواد الغذائية الأساسية أي النشويات والبروتينات والشحميات، وتجنب الاكثار من اكل الزيوت والشحوم والمقالي والتوابل والزبدة والشوكولا، وتفادي الاكثار من المنبهات والبهارات والمخللات والحوامض.

  • مراعاة احتواء الطعام على الألياف الغذائية التي تساعد في عملية الهضم وتساهم في تفادي الإمساك.

  • الامتناع عن تناول المنبهات كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية قبل تناول الطعام. 

  • الإقلاع عن التدخين، خصوصا قبل الطعام. 

  • عدم استعمال العقاقير الطبية من دون استشارة طبية.

* العوامل النفسية:

يتأثر الجهاز الهضمي بالحالة النفسية للمرء، بحيث بنعكس توتره وقلقه النفسي على جهازه العصبي ككل وعلى الجهاز العصبي المستقل بشكل خاص، وكون هذا الجهاز يرسل أعصابا رئيسية الى أعضاء الجهاز الهضمي فإن الاختلال في عمل هذه الأعصاب يؤدي الى اضطرابات هضمية مهمة.

وثمة أساليب عديدة يمكن أن يلجأ إليها المرء للتخفيف من اضطراب حالته النفسية وإعادة التوازن الى نظام حياته، منها:

  • اتباع نظام رياضي نظم الاسترخاء

  • عدم تناول المنبهات والمشروبات والأطعمة المخرشة للجهاز الهضمي

  • عدم تناول الأدوية المهدئة أو غيرها، إلا بعد الاستشارة الطبية.

  • عدم تناول الطعام لغاية الترويج عن النفس

  • الخلود الى الراحة بعد تناول الطعام مباشرة

  • عدم تناول الطعام في حالات الارهاق الجسدي أو الفكري

  • التخفيف من إرهاق العمل وذلك بالاستفادة من الاجازات الأسبوعية وعدم إهمالها.

  • التخفيف من الضغط العصبي وذلك بالسير يوميًا على الأقدام مدة ساعة تقريبًا أو سماع الموسيقى الهادئة.

* العوامل البيئية.

تؤثر بيئة الإنسان ومحيطه الاجتماعي على عاداته الغذائية بشكل عام، وعلى أتباعه أسس الوقاية الصحية بشكل خاص.

ومن ناحية ثانية، يؤثر مدى التلوث في البيئة على كمية تلوث الطعام وعلى نوعية الجراثيم التي يحملها ومدى ضررها وتدخل هذه الجراثيم الجسم عبر القناة الهضمية مع الطعام، لذلك تفترض الوقاية الالتزام بما يلي:

- إتباع أسس النظافة العامة كغسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام.

- غسل الخضر والفواكه جيدًا قبل أكلها نيئة، وكذلك غسل وتعقيم كل الأواني والأطباق المستعملة في إعداد الطعام، مباشرة قبل استعمالها.

- عدم أكل اللحم النيئ لأنه قد ينقل إلى الجسم بعض الطفيليات والجراثيم التي يقضي عليها الطّهو عادة .

-القضاء على الذباب والحشرات داخل المنزل لمنعها من نقل الجراثيم إلى الطعام.

- التأكد من عدم تلوث المياه قبل شربها.

- من ناحية أخرى يجب معالجة الأخماج والإصابات الجرثومية فور الإصابة بها، حتى لا تنتقل من الجهاز الهضمي إلى أعضاء أخرى في الجسم. 

* طرق الوقاية من من الأمراض الأكثر شيوعًا في الجهاز الهضمي: 

 1- الجزر الحامضي – في هذه الحالة تتدفق أحماض المعدة إلى المريء فيشعر المصاب بالحرقة والألم في الصدر، وتزداد هذا المشكلة في المساء وأثناء النوم، وتساهم بعض الأطعمة في حدوثها، مثل الأطعمة المضاف لها صلصة، الحمضيات المقليات والسكريات.

2- التهاب الأمعاء: يؤدي التهاب الأمعاء إلى آلام في البطن وتغييرات في البراز، وينقسم التهاب الأمعاء إلى نوعين: مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، ويمكن أن تتفاقم الأعراض إلى فقدان الشهية والوزن، غثيان ، قيئ وإسهال.

3- الاضطرابات الهضمية: يتسبب عسر الهضم في الشعور بآلام شديدة في البطن والإمساك بالإضافة إلى الغازات والانتفاخات. ويمكن أن يحدث بسبب تناول أطعمة دسمة وغير صحية، وينصح بالإكثار من شرب الماء وتناول الخضراوات والفاكهة والأطعمة التي تحتوي على ألياف لتقليل حدوث الاضطرابات الهضمية.

4- متلازمة القولون العصبي:من الأمراض المزمنة التي تسبب آلام شديدة في البطن وتزداد الآلام مع التوتر والقلق. ويعاني مريض القولون العصبي من انتفاخ البطن والغازات بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى التي تختلف من شخص لآخر، مثل الإمساك أو الإسهال.

5- قرحة المعدة: هو تقرح في الغشاء المخاطي بالمعدة، وتؤدي إلى الشعور بالألم الشديد في البطن، وخاصة عند تناول الطعام مع وجود غثيان وقيء. ويعتبر الإكثار من تناول أدوية الالتهابات والمسكنات من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الاصابة بقرحة المعدة. 

* طرق الوقاية من أمراض الجهاز الهضمي:

تساعد بعض الطرق في تقليل احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي الشائعة وتشمل:

  • تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة: أي الدهون غير الصحية، حيث تسبب رفع نسبة الكوليسترول الضار بالدم. وفي المقابل، ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالدهون غير المشبعة، فيفضل استخدام زيت الزيتون في الطهي بدلا من الأنواع الأخرى. 

كما يجب عدم الإكثار من الأطعمة الحارة.

  • إتباع نمط غذائي صحي: فهذا يضمن الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وعدم الإصابة بأي مشكلات وآلام في المعدة، ويكون هذا من خلال تناول الوجبات الرئيسية وبينهم وجبات خفيفة وصحية تتمثل في الخضروات والفاكهة. كما يجب الإكثار من شرب الماء.

  • ممارسة الرياضة: من الأمور التي تسهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وذلك لأن الرياضة تحسن من أداء كافة وظائف الجسم 

  • عدم تأخير التبرز: فهذا من الأسباب الأساسية لآلام البطن والإصابة بالغازات والانتفاخات والإمساك، وإن كان هناك آلام  عند التبرز فيجب مراجعة الطبيب.

  • تجنب الإفراط في تناول الأدوية: حيث أنها من المسببات الرئيسية لمشكلات الجهاز الهضمي، وخاصة المسكنات ومضادات الالتهاب. فيجب أن يكون الدواء بوصف من الطبيب، والالتزام بالجرعة المحددة.

 

المراجع: الموسوعة الطبية، أول موسوعة عربية صحية طبية 

إعداد وتأليف مجموعة من أشهر الاختصاصين في الطب 

الإشراف والتنسيق د. رئيف بستاني
 

 


 

أخبار ذات صلة