news-details

بركان هائل مَهَّد لقيام الإمبراطورية الرومانية

 

تَسبَّب ثوران بركانٍ في ألاسكا قبل أكثر من ألفي عام في إحداث تغيرٍ مناخي مُدمِّر، ولعلَّه تمخَّض كذلك عن قيام الإمبراطورية الرومانية.

فحين قُتل يوليوس قيصر عام 44 قبل الميلاد، أدى مقتلُهُ إلى شيوع حالةٍ من الاضطراب السياسي على امتداد إقليم البحر الأبيض المتوسط. ومما تُوثِّقه سجلات هذه الحقبة، أيضًا، أنَّ ظروفًا مناخية ربما أسهمت في إذكاء هذه الاضطرابات، كالبرد القارس الذي شهده نصف الكرة الشمالي في عامَي 43 و42 قبل الميلاد. وكان العلماء يرجِّحون أنَّ بركانًا ما قد أسهم في خلق هذا الوضع، لكنَّهم لم يتمكنوا من تحديد موقعه.

وفي دراسةٍ أُجريت مؤخرًا، كما تقول مجلة "نيتشر" العلمية، أقدَمَ الباحث جوزيف ماكونيل -من معهد أبحاث الصحراء في مدينة رينو بولاية نيفادا الأمريكية- وزملاؤه على تحليل خمس عيناتٍ جليدية جوفية من جزيرة جرينلاند، وعينة أخرى من الجزء الروسي من القطب الشمالي. وجد الباحثون أن جميع هذه العينات تحتوي على طبقاتٍ غنية بعنصر الكبريت، وتبيَّن لهم أنَّ مصدره ثورانٌ بركاني وقع في عام 43 قبل الميلاد. وقد كشف تحليلٌ كيميائي عن أنَّ بقايا الرماد الموجود في العينات تطابِق رماد بركان أوكموك، الواقع في ألاسكا.

وتشير عمليات المحاكاة المعتمِدة على النماذج الحاسوبية إلى أنَّ هذا الثوران البركاني ربما يكون قد أطلق كميةً من الجسيمات العاكسة لأشعة الشمس في الغلاف الجوي، وأنَّ هذه الكمية كانت كبيرةً بما يكفي لخفض درجات الحرارة في إقليم البحر الأبيض المتوسط عن معدلاتها الطبيعية بما يصل إلى 7 درجات مئوية؛ وهو الأمر الذي ربما أسهم فيما وثَّقه مؤرِّخو تلك الحقبة من مجاعاتٍ وأمراض.

أخبار ذات صلة