news-details

أردنيون يعودون لأقدم ألعاب الطاولة في العالم

بعد صلاة الفجر يوميا، يتجمع مجموعة من كبار السن الأردنيين في ساحة بمدينة السلط للعب إحدى أقدم ألعاب الطاولة في العالم، لعبة المنقلة.

ويرجع تاريخ المنقلة، المستمد من كلمة عربية، إلى آلاف السنين. وتذكر بعض الأدلة أن هذه اللعبة كانت تُمارس في مصر منذ عام 700 ميلادية.

واللعبة عبارة عن مسابقة بين لاعبين اثنين، وتُلعب على صفوف من الفتحات فوق لوح خشبي بأحجار صغيرة أو بذور. والهدف هو الاستيلاء على قطع الحجارة أو البذور الخاصة بالخصم. ويقول لاعبون إن اللعبة تحتاج صبرا وتفكيرا استراتيجيا.

ويقول مُسن من أهل السلط يدعى أبو عماد القصير (78 عاما) إن عدد الأردنيين الذين يمارسون هذه اللعبة بنشاط يتضاءل ببطء. وأوضح القصير، الذي تعلم لعبها من والده، أن معظم الذين اعتادوا ملء الساحة ولعبوا المنقلة قد توفوا الآن.

وأضاف "تراث قديم هاذي، تراث عالمي، بعدين سووا لها الشباب، ما قصروا، جمعية تراث المنقلة، منتشرة بالعالم صورنا. بيبعتوها بالعالم العربي والخارجي. بيتفرجوا علينا وإحنا بنلعب. السواح بييجوا هون بيتفرجوا إنه هي اللعبة بأشوفها غريبة بعض الدول بيلعبوهاش مثلا. فلذلك إحنا بنحبذ إنه تظل مستمرة ويتكاثروا لعيبتها ونحافظ عليها نظل ما تندثرش، حتى الأجيال بعدينا يتوارثوها مثل ما كان آبائنا يلعبوها ويلعبوا زي ما كنا نلعب، وأحفادهم نفس السلافة تظل أبدية".

وفي مسعى لإحياء هذه اللعبة قررت الجمعية الأردنية للمحافظة على التراث تعليم قواعدها لبعض الأطفال من سكان السلط. كما قررت تنظيم مسابقات سنوية في المنقلة.

وقال أحمد عبد الله الوشاح، رئيس الجمعية الأردنية للمحافظة على التراث، إن أهل السلط يفضلون هذه اللعبة لأسباب خاصة بهم. وأضاف "هذه اللعبة، المنقلة الشعبية، هي تراثية، من أيام العثمانيين، انتقلت لبلاد الشام. وأهل سكان منطقة السلط حافظو عليها واستمرت من الأجداد للآباء للآبناء. كونها تراثية، وخاصة في منطقة السرايا موجودة وساحة العين، كان كبار رجالات السلط يقعدوا فيها جلسة صباحية سياسية ويلعبوا، وخلال اللعب يتسامروا في حديث المدينة ومشاكل المدينة وأحاديث المدينة".

وفي الآونة الأخيرة بدأ أطفال ينضمون لكبار السن في ممارسة لعبة المنقلة. من هؤلاء طفل من أهل السلط يدعى نشمي العواملة (11 عاما) قال لتلفزيون رويترز "المنقلة لعبة قديمة وإحنا لازم نحافظ عليها، اللي شجعني عليها أبوي واللي علمنا عمو إبراهيم أبو نوار، وهاي اللعبة مش لازم تروح ولازم إحنا الجيل اللي قدنا يتدربوها من شان أهالينا هيك علمونا".

 

أخبار ذات صلة