news-details

لبنانية تصنع التاريخ وتعتلي قمة إيفرست

وصلت تيما دريان إلى القمة ولم يكن في ذهنها أنها كانت تصنع التاريخ. كان ذلك في يوم 22 مايو أيار 2019 الساعة السابعة والنصف صباحا عندما اعتلت قمة جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم على ارتفاع 8848 مترا لتصير أول لبنانية تصل إلى هذا المكان.

جاء صعود دريان بعد شهرين من الجهد والمثابرة في بناء القدرة على التحمل وانتظار الظروف الجوية المناسبة، لكن تجربتها تعرضت لصعوبات تسبب فيها متسلقون آخرون، يفتقر بعضهم إلى الخبرة اللازمة للوصول إلى القمة.

وتقول "أنا اسمي تيما دريان عمري ٢٦ سنة وعايشة بالإمارات تسلقت إيفريست بمايو ٢٠١٩ الساعة ٧ ونص الصبح وصلت على أعلى قمة بالعالم وصلت كأول امرأة لبنانية وهيدا الشي كان شعور كتير حلو إنه الواحد وقف على أعلى قمة في العالم (بالانجليزية)".

وتوفي 11 شخصا على الأقل هذا العام أثناء تسلق جبل إيفرست بسبب سوء الأحوال الجوية ونقص الخبرة واكتظاظ المسارات. وقال مسؤولون نيباليون إن تسعة لاقوا حتفهم في الجانب النيبالي واثنين على الجانب التبتي، ليصبح هذا الموسم هو الأكثر من حيث عدد الضحايا منذ عام 2015.

وتقول دريان، التي صعدت 18 جبلا حول العالم في السنوات الأربع الماضية، إنها لم تكتشف أنها أول امرأة من لبنان تصعد قمة جبل إيفرست سوى بعد نزولها. وكانت واحدة من ثلاث نساء صعدن إيفرست هذا العام، لكن التوقيت كان إلى جانبها. فالأخريان وهما جويس عزام ونيللى عطار اللتان كانتا ضمن رحلة استكشافية مختلفة، وصلتا إلى القمة في اليوم التالي، في 23 مايو أيار.

وقالت دريان إن هدفها كان مجرد الوصول إلى القمة بصرف النظر عما إذا كانت ستكون الأولى أم لا، لكن الحصول على هذا الشرف يجعلها تشعر بمسؤولية إضافية. وأطلقت دريان، التي تعيش في دبي وتعمل في مجال التمويل، شركة ناشئة في عام 2018 تسمى (يلا كليننج). وتأمل أن تكون الشركة الناشئة التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، بوابة لخدمات التنظيف في جميع أنحاء المنطقة.

وتقول دريان إن رحلة إيفرست تتطلب ميزانية تتراوح بين 30 ألف دولار و 45 ألف دولار للشخص الواحد، ولهذا فقد أنفقت كل مدخراتها تقريبا. وتضيف "إيفرست هوي متل مفتاح لغير جبال لأنه متل ما منعرف تسلق الجبال بيكلف كتير مصاري وأنا حطيت تقريبا كل شي عندي تأطلع على إيفرست لأنه إيفرست هوي من واحد من أغلى شي ممكن إيفرست منه أصعب شي هوي أعلى شي الإنسان فيو يحط جسمه عليه فوق ونقص الأوكسجين فالخبرة تبعه مختلفة تماما".

وتوضح المتسلقة اللبنانية أنها شغوفة بالرياضة والرياضات الشاقة منذ أن كانت صغيرة السن وحاولت على مر السنين تجربة كل شيء من الغوص إلى تسلق الصخور. لكنها وجدت شغفها وقوتها فحسب عندما مارست التسلق. وكل جبل صعدته علّمها شيئا ما سواء كانت المعرفة الفنية والتحمل وحتى التواضع.

وتقول "هيدي السنة 2019 كان معروف إنه إيفرست كان في عليه كتير ناس. ١١ واحد مات... النهار اللي أنا طلعت في كان 22 مايو وهيدا كان أكتر نهار تقريبا بتاريخ بيكون في عليه ناس لأن هاي السنة لنوصل القمة كان عنا بس ٤ أيام الطقس يكون منيح وهيدا الشئ ما بيساعد".

وتضيف "كان في كتير ناس يعني أنا بس طلعت من الخيمة أول شي شفته صف شي ميت حدن وكنت أشعر بالدهشة (بالانجليزية)".

وعلى قمة إيفرست، لم يكن لدى دريان سوى القليل من الوقت الذي استغلته في محاولة ضبط العلم الوطني اللبناني وهي ترفعه في وجه الرياح القوية لالتقاط صورة. وتستمتع المغامرة اللبنانية بحذر بما حققته من إنجاز، وتجتهد في تذكير نفسها بألا يأخذها الزهو وأن تحافظ على تواضعها.

وتقول "طلعت علم لبنان وعندها كان الجو باردا حقا (بالانجليزية).. بدي زبط إنه تبين الأرزة ويبين العلم وعم تشقلب بالهوا فارجع أنزل لتحت وطلع العلم أنزل وطلع العلم وكان الجو باردا للغاية في مرحة ما (بالانجليزية) .. عم فكر إن شاء الله يبين العلم مزبوط. فشو حسيت؟ كان كل همي إنو يبين العلم مزبوط".

ومثل الكثير من متسلقي الجبال، وضعت دريان هدفا لنفسها لتسلق ما يعرف باسم "القمم السبع"، وهي أعلى قمم في القارات السبع. وأصبحت جويس عزام، التي وصلت إلى قمة إيفرست في 23 مايو، أول امرأة في لبنان تكمل هذا التحدي.

واعتلت دريان ستة من القمم السبع، وهو ما رسمته كوشم معبر على قدمها اليسرى. لكنها لن تتوقف عن الحلم بعد تسلق القمم السبع. وقالت إنه لا يزال هناك الكثير من الجبال لتسلقها.

أخبار ذات صلة