news-details

الانتخابات الثالثة ومفسدة الاحتلال

أن تقرر إسرائيل التوجه الى انتخابات ثالثة خلال 11 شهرا، بسبب عدم القدرة على تشكيل حكومة، فهذا ليس تعبيرا عن ديمقراطية زائدة، أو عن شفافية. فالحكاية تتلخص ببقاء شخص متهم بثلاث قضايا فساد، وقرار بمحاكمته، على رأس الحزب السياسي الأكبر، وما زال يسطع نجمه؛ ما يعني أن الجمهور ليس مكترثا بفساده. وهذا الجمهور بالذات، غارق في عقلية الحرب والاحتلال، والعنصرية الدموية، التي لا يمر أسبوع، إلا ويعبّر عنها بنيامين نتنياهو وأمثاله في خطاباتهم.

قلنا وما زلنا نقول، إن الاحتلال مفسدة لكل نظام يمارسه، فكيف سيكون الحال إذا كان الحديث عن نظام حكم أنتجته العقلية الصهيونية العنصرية الاستعمارية الاقتلاعية. وكل من يتبنى هذه العقلية، لا يمكنه أن يكون ديمقراطيا اطلاقا. لأنه لا يوجد "احتلال شديد" و"احتلال لايت"، فالاحتلال واحد، حتى المتر مربع الأخير، من كل منطقة محتلة.

ولا يمكن لاي شخص أو حزب أن يدعي الليبرالية، وأنه معني بالمساواة المدنية، طالما يتحدث عن استمرار الاحتلال وضم الكتل الاستيطانية، مثل تحالف كحول لفان. فلشديد السخرية، أن أبرز قادة الصهاينة، الذين نادوا بالمساواة المدنية لكل العرب في البلاد، هو زئيف جابوتينسكي، الزعيم "الروحي" لعصابة الايتسيل الإرهابية، التي قامت عليها حركة "حيروت"، ومن ثم حركة الليكود. إلا أن جابوتينسكي، أراد أن تمتد "إسرائيل" على كامل جانبي نهر الأردن.

هذه الانتخابات تعبّر عن أزمة الحكم الإسرائيلي، ولكن أكثر من هذا، عن الأزمة الغارق فيها الجمهور الإسرائيلي، المحاصر بماكينة إعلامية صهيونية عنصرية، وبماكينة صناعة رأي عام، على نسق "الشعب المختار"، واستعلائيته على الشعوب الأخرى، لذا فهو مستعد للتنازل عن كل محاسبة للفاسدين، طالما يُشبعون العقلية التي تربى عليها.

لا أحد بإمكانه اليوم أن يحدد أي نتيجة للانتخابات ستكون، فاستطلاعات الرأي مسيّسة، وهي تتساقط في كل جولة انتخابات، خاصة في العقدين الأخيرين.

ومهمتنا نحن الجماهير العربية الراسخة في وطنها، أن ندب بكل قوتنا، حول القائمة المشتركة، وأن نعزز قوتها، فكل المؤشرات تدل على إمكانية زيادة قوتها، وكلما زادت قوتها نجحنا في محاصرة العنصرية والعنصريين على كافة تسمياتهم وتلاوينهم، فالعنصرية ليست مشروع شخص نتنياهو، بل هي الصهيونية برمتها.

ولا يمكن لأي جهة، في الانتخابات المقبلة، أن تمثل المصالح الحقيقية لشعبنا الفلسطيني، وجماهيرنا هنا، سوى القائمة المشتركة، ولهذا علينا أن ندحر كافة الأحزاب الصهيونية، ومعها الحريديم، إذ لا شرعية لوجودهم بيننا اطلاقا.

جزء جدي من الأزمة بعد انتخابات أيلول، نتيجة لزيادة قوة المشتركة بثلاثة مقاعد، ما أعاد توزيع المقاعد بالشكل الذي رأيناه، وكل قوة اضافية للمشتركة، برفع نسبة التصويت لدى العرب، وكنس الأحزاب الصهيونية، ستعمّق أزمة الأحزاب الصهيونية أكثر، وهذه هي معركتنا لمواجهتهم.

أخبار ذات صلة