news-details

الجولان السوري.. ولقاء القراصنة

يشكل لقاء القراصنة في البيت الابيض عشية الانتخابات الاسرائيلية ، مع وصول نتنياهو الى واشنطن غدا في زيارة مشبوهة الى الرئيس الامريكي ترامب ، مؤشرا آخر على طبيعة العلاقة اللصوصية التي تربط زعيم الامبريالية العالمية ومشروعها المأزوم في المنطقة، بزعيم النظام الإسرائيلي الصهيوني المأزوم والمنزلق بقوة نحو الفاشية ، وهي علاقة تتجاوز في مخاطرها تدخل ترامب  لدعم نتنياهو في الانتخابات القريبة ، لتشكل تهديدا للقانون الدولي وأسس النظام العالمي ولأمن المنطقة والأمن العالمي.

وعبثا سوف يتم في لقاء القراصنة في البيت الابيض تقديم هضبة الجولان العربية السورية رسميا ، من قرصان لا حق له عليها –ترامب - هدية الى قرصان لن يكون له حق عليها – نتنياهو-  وهو الذي يحتلها عنوة وعدوانا منذ اكثر من نصف قرن ، ويرتكب ترامب استفزازه هذا ، بعد أن قدم القدس المحتلة عاصمة لاسرائيل ، لتكون مهرا لاعادة انتاج الاحتلال وتعميقه وليكون الاعتراف بضم الجولان تحديا للنظام العالمي القائم وللقانون الدولي كما عرفه العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ونشوء الامم المتحدة  ومدعاة لتفجير المزيد من الحروب الاقليمية في المنطقة .

الرئيس ترامب الذي يمثل أبشع هزيمة لمشاريع الهيمنة الامبريالية الامريكية في المنطقة في القرن الحادي والعشرين ، والذي خرج لتوه او يكاد يخرج من سوريا نهائيا يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة بعد مرور ثماني سنوات على صمود سوريا وانتصارها ، شعبا وقيادة وجيشا وحلفاء في وجه الحرب الارهابية المعولمة التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وعكاكيزها المهترئة من الأنظمة الرجعية العربية والخليجية وفي طليعتها العربية السعودية وقطر، يبحث عن انجاز موهوم ، وأداته الى ذلك نظام نتنياهو المأزوم في اسرائيل . لم تخف اسرائيل والولايات المتحدة هدفها في ان يشكل انتصار العدوان الارهابي على سوريا مبررا لانتزاع اعتراف دولي بضم هضبة الجولان السورية الى اسرائيل ، ليكون الجولان غنيمة اسرائيل من هذه الحرب الارهابية. لكن المشروع الامريكي هزم في سوريا ولذلك تسارع الولايات المتحدة الى تحقيق ضم الجولان الى اسرائيل بطرق القراصنة .

ان الولايات المتحدة في ظل ادارة ترامب المأزومة ، التي يتصدع عدوانها على فنزويلا من قبل ان يبدأ ، والتي تندحر حرب الابادة التي تقف من ورائها على شعب اليمن المقاوم ، وتسقط رهاناتها في لبنان ، وتتعثر مشاريعها في العراق ، وتعجز عن تنفيذ تهديداتها بحق ايران ، لا تقدم الجولان لاسرائيل كمى لعيني نتنياهو وسارة ، وانما لأن لها أطماع في مرابض نفط جرى الكشف عنها في جنوبي الجولان ولها مطامع في مرابض الغاز التي تسيطر عليها اسرائيل شرقي المتوسط .

 

أخبار ذات صلة