news-details

النتيجة بيد المصوّتين العرب!

ينقل مقرّبون من زعماء اليمين الاسرائيلي أن الأخيرين منهمكون في مهمتين اثنتين متوازيتين فقط، الأولى حشد أكبر عدد من أصحاب حق الاقتراع اليمينيين في طوابير صناديق الانتخابات، وبالمقابل الدفع نحو أقلّ انضمام من المواطنين العرب الى العملية الانتخابية. ذلك لأن زعماء اليمين يعرفون تماما أن الاكتفاء بالشق الأول من المعادلة لا يضمن لهم إبقاء السيطرة على الحكم، وأن الأمر لن يتم بدون ترانسفير للعرب من الانتخابات.

وها هو زعيم اليمين رقم (1) بنيامين نتنياهو يبرم صفقة مع موشيه فايغلين واعدًا إياه بوزارة ومكافآت سلطوية أخرى مقابل انسحابه من المنافسة ودعم الليكود. ويواصل نتنياهو مساعي مشابهة لإبعاد حركة كاخ التي ستحرق أصواتا يمينية كما يقدّر ويحسب، وسبق أن عمل بكل قوة لتوحيد فصائل اليمين الاستيطاني في قائمة واحدة. وقد التقى أمس الأول في مقرّ رئاسة الحكومة مع رؤساء مجالس الاستيطان البلدية لضمان دعمهم حزبه الليكود! في الوقت نفسه فهو يدفع بكل قوّة لسن قانون سريع يقلب قرار لجنة الانتخابات ويسمح بإدخال نشطاء أحزاب مزودين بكاميرات الى مقرات التصويت. هدفه واستهدافه واحد: المصوتون العرب!

من جهته، يعلن اليميني من التيار القومي-الديني نفتالي بينيت خشيته من عدم اجتياز اليمين عتبة الأكثرية البرلمانية إلا "بحدوث أعجوبة" على حد قوله. أي أن هناك إمكانية واقعية لإسقاط اليمين الاستيطاني من الحكم، فيما لو تجند المواطنون العرب للتصويت بنسبة عالية للقائمة المشتركة. لم يعد هذا تخمينا فقط، بل هو الواقع الذي يؤكده كل استطلاع وكل محلل، احدهم قال إن نتيجة الانتخابات متعلقة بمعطى واحد: نسبة تصويت العرب (قناة "كان"). والأهم أن هذا واقع تقرّ به قمة هرم زعامة اليمين أيضًا. أي أننا امام فرصة حقيقية وواقعية لتوجيه صفعة مدوّية، لمن سنوا قانون القومية العنصري المعادي لجماهيرنا، لمن تركوا العنف، في تواطؤ مجرم، يضرب مجتمعنا، وفوضى السلاح تقتل أخوتنا واخواتنا ولمن يعادون شعبنا وحقوقه جميعا.

إن تصويت جماهيرنا بحجم كبير وللعنوان الصحيح، المشتركة، هو بمثابة ردّ قويّ على ألدّ أعدائها – دون أية علاقة للسؤال عمّن سيأتي بعدهم. الكرامة الجماعية تقتضي توجيه هذه الصفعة لزمرة العنصريين الحاكمة دون أيّة علاقة لمن سيستبدلهم. هكذا تتصرف الشعوب ذات القامة والكرامة!

أخبار ذات صلة