news-details

بل يستحقّون أشدّ إدانة..

نعرف جيدًا أن من يمسك بمقود السياسة والقيادة يحتاج أحيانًا الى استخدام أدوات دبلوماسيّة تحافظ على علاقات ومصالح. لكن لا يعني هذا شيئا بل سيصبح عديم الوقع والتأثير والمضمون ما لم تحكمها خطوط حمراء، تحدد للصديق وللخصم نطاق ما يمكن قبوله وما ليس هناك إمكانية "لهضمه".

أنظمة بعض الدول العربية تدعم بشكل علني، بالممارسة، وهذه أقوى واخطر من كل تصريح كلامي، المخطط الأمريكي صهيوني المحتوى والهدف المسمى "صفقة القرن". هذا مخطط أدرك خطورته وضرورة رفضه الشعب الفلسطيني بوعيه وبتجربته وبشجاعته. ليس أن الشعب الفلسطيني "شعر" بالخطر، بل شخّصه بأدوات المصلحة الوطنية العليا وبمفاهيم السياسة.

من هنا يجب التعبير عن استغراب مشوب باستهجان من بيان للرئاسة الفلسطينية "أدان بأشد العبارات، الأصوات النشاز التي تشكك وتتطاول على أشقائنا العرب الذين وقفوا ويقفون دوما داعمين لقضية شعبنا الوطنية ولصموده على أرضه، محذرة كل الأصوات المشبوهة من تشويه تضحيات شعبنا وصورته وصورة أشقائنا الناصعة.... وفي هذا الإطار ثمنت الرئاسة مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، في كل ما تتبناه من مواقف وما تقدمه من دعم شامل لفلسطين والقدس الشريف".

أيعقل هذا؟ كيف يتفق هذا النص مع موقف السلطة الفلسطينية الواضح الرافض لصفقة القرن؟ أيّ منطق سيفسّر هذين النقيضين: انخراط نظام السعودية الكامل في المخطط الأمريكي الهادف لتصفية الحقوق الفلسطينية وتيسير جميع الشروط التي يحتاجها الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي، من جهة، وادعاء الرئاسة الفلسطينية عن دعم هذا النظام "شامل لفلسطين والقدس الشريف" من جهة اخرى؟!

إن ورشة البحرين التي عقدها أتباع نظام آل سعود يُخطط لها خطوة ثانية يعقدها نظام الإمارات. وفي غضون ذلك يتكشف حجم العلاقات السرية التي تربط هؤلاء بحكومة الاحتلال الاسرائيلية ومؤسستها الاستخباراتية، تحت يافطة "صدّ إيران". هؤلاء ليسوا حمَلة "مواقف مشرّفة" يا أيها الأشقاء بل أصحاب مواقف تآمرية خيانيّة. إن الشعوب العربية هي وحدها أشقاء فلسطين والفلسطينيين، ولكن ليس بأي شكل الطغم الاستبدادية الذليلة الحاكمة.

 

أخبار ذات صلة