news-details

تحية لكوتلر والعار للخراتيت

تتعرض إحدى الصحفيات الإسرائيليات الى حملة تحريض شرسة تصل حد التهديد بالقتل، لأنها من بين قلائل يملكون شجاعة تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية والدقيقة. كلمات الصحفية أشرات كوتلر وصفت واقع اسرائيل الحالي والمتواصل منذ أكثر من نصف قرن. لقد قالت بعد بث تقرير عن خمسة من جنود الاحتلال اعتدوا بوحشية على شبان فلسطينيين مكبلين أثناء اعتقالهم، بأن الاحتلال يحول الجنود إلى وحوش بشرية.

إن الاحتلال القائم على البطش والقمع والغطرسة والاستقواء، حين يجند شبانا في جيل مبكر ويحمّلهم الأسلحة الرشاشة، ويلقي عليهم أوامر وتعليمات خنق حرية وحركة ملايين البشر المحرومين من أي حق مدني وإنساني، هل يحمي بهذا إنسانيتهم وقامتهم وقيمتهم الأخلاقية، أم يمسخهم و يحولهم الى مجرمي حرب؟

هذا الواقع يتكرر ويستنسخ نفسه منذ عقود الاحتلال والاستيطان ومداهمة البيوت والاعتقالات وحظر التجول والاغلاق والحواجز والتفتيش المهين. هذه دفيئة سامة لن تنتج سوى الموبقات. ولكن بدلا  من التفكير والتمعن والاعتبار من الخلاصة الدقيقة التي قدمتها الصحفية الجريئة، تتم مهاجمتها، وليس من قبم غوغاء مواقع التواصل الاجتماعي النكرات فقط، بل من قبل كبار زعماء اليمين الاستيطاني. لذلك فإن التهديدات الدموية التي تطال هذه الصحفية هي بمسؤولية بنيامين نتنياهو الذي كتب"فخور بجنود الجيش الإسرائيلي وأحبهم كثيرًا، وكلمات المذيعة كوتلر يجب إدانتها".

المؤسف والمعيب هو قلة الأصوات الصحفية العبرية التي خرجت ضد التحريض على كوتلر وتضامنا معها ودفاعا عن حقها بالتفكير والتعبير والاختلاف عن الاجماع القومي السيء السائد، والذي يقترب من الفاشية بشدة كلما ثار جدل حول ممارسات الاحتلال المجرم. هذا التجند القبلي المتعصب ودهس كل من يقول لا وكفى ويجب حرف المسار، هو  هو الفاشية بصورتها الكلاسيكية. هنا يتم ذبح الادعاءات عن الديمقراطية كما ذبح إرهابيو داعش ضحاياهم. هنا يحصل الفرز وتتضح حقيقة الذين يثرثرون عن الديمقراطية في أوقات الرتابة المريحة، لكنهم يذدنبون لجعير القطيع في وقت الشدائد والامتحان. فتحية حارّة لأوشرات كوتلر والعار للخراتيت.

أخبار ذات صلة