news-details

ثورات دافعها جوع الشعوب وسرقة ثرواتها

يشهد العالم فورات غضب شعبي، تصل في دول ما الى حد الثورات، أو إلى ما يقاربها، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل هذا ما نراه في اميركا اللاتينية، التي تواجه زحفا استعماريا امبرياليا "هادئا"، من خلال مساندة ودعم عملاء لواشنطن والحركة الصهيونية للوصول الى سدة الحكم، وهذا ما نراه في دول آسيوية، وأيضا في فرنسا.

والشعوب المطمئنة على أوضاعها المعيشية، ولو نسبيا، لن تدفع بحشودها الى الشارع، كي تغير نظاما، بل إن بؤس أوضاعها المتفاقم هو الذي يجعلها تطلق صرختها. وفي المقابل، نرى شلال الدم لا يتوقف، خاصة في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، ويتم دمغ الشعوب بالتآمر.

قلنا طيلة الوقت، إن الامبريالية العالمية، وأولها الولايات المتحدة الأميركية، درجت على سرقة ثورات الشعوب على مدى عقود، من خلال ركوب عملاء لها في تلك الأوطان على موجة الاحتجاجات، والعمل على جرها الى سياقات أخرى.

فمثلا نرى وكالات الأنباء العالمية، وكبرى وسائل الإعلام العالمية ذات التأثير، لا تذكر أن الشعوب تنتفض على جوعها وبؤس أوضاعها، بل ضد النظام الحاكم، وضد الفاسد ومن أجل الديمقراطية.

وتغييب جوهر غضب الشعوب عن واجهة وسائل الإعلام ليس صدفة، خاصة وأن وسائل الإعلام الكبرى مملوكة أساسا من حيتان مال عالميين، وهم ليسوا معنيين بأي حديث عن سوء الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية، في أي مكان في العالم، لأنهم هم الحيتان وأمثالهم في كل العالم، السبب المركزي في هذه الأوضاع.

لا يمكن اتهام الشعوب بالعمالة لأميركا، كما لا يمكن لأي نظام أن يكون رده الفوري على غضب الناس، بأن هناك مؤامرة تحاك؛ وهذا لا يلغي وجود مؤامرات امبريالية، ولكن هذه المؤامرات لا يمكنها أن تتغلغل، لولا وجود تربة خصبة. وهذه التربة تتشكل من أساليب قمع واستبداد الشعوب.

في العام 2002، انقلب الجيش في فنزويلا على الرئيس شافيز، وحبسه في جزيرة نائية، إلا أن الشعب الفقير هبّ لينقذ الرئيس الذي أنصف الفقراء، والشعب الأصلاني في وطنه، فاندحر الجيش بقوة الشارع، وعاد شافيز الى الحكم بعد 48 ساعة.

وهذا يتكرر الآن في بوليفيا، فالرئيس موراليس، هو ابن الشعب الاصلاني، وخلال 14 عاما خفّض نسبة الفقر الى النصف، ووضع اقتصاد بلاده على مسار النمو، لذا لا غرابة أن أنصاره من الشعب الاصلاني يخوضون معارك شوارع، يتم قمعها بالسلاح وسفك الدماء... الشعب يدافع عن زعيمه الذي أنصفه.

لا يكفي أن تقول لا لأميركا وعملائها السياسيين، ولا للصهاينة، بل عليك أن تقول نعم لشعبك، كي لا يتحول لتربة خصبة لمؤامرات من تريد سرقة ثروات الشعوب.

 

"الاتحاد"

أخبار ذات صلة