news-details

سياق الوحشية البهيمية البوليسية ضد رفيقنا كسيف

يشكل الاعتداء البوليسي الوحشي على رفيقنا النائب عوفر كسيف، خلال مظاهرة ضد جرائم الاحتلال والاستيطان في الشيخ جراح، تجاوزًا لخطوط حمراء خطيرة حتى في حالة جهاز بوليسي مجرم تجاوز منذ أزمان طالت العديد من الحدود والأنظمة والقوانين، بواسطة اعتماد العنف البهيمي لغة همجيّة وحيدة ضد مدنيين في تحركات ونشاطات شعبية واحتجاجية. ومن المهم التشديد على أن الشرطة التي يفترض أن تقوم بمهامها بشكل مدني وأمام مدنيين، تعمل هنا كذراع من أذرع الاحتلال، وأداة أخرى مجيّرة في سبيل تكريسه وتعميقه.

إن هذه الممارسات البوليسية الوحشية قد عرفتها جماهيرنا العربية على أجساد أبنائها، في اعتداءات لا تتسع لها السجلاّت، على مظاهرات ومسيرات سلمية خرجت ضد سياسات حكومية عنصرية، وتم استخدام الشرطة أمامها كأداة قمع لخنق الصوت الحرّ الرافض للتمييز والإذلال والإقصاء.

بل عرفت جماهيرنا بشاعة هذا العنف البوليسي حين تجسّد برصاص ناري حيّ قتل شبانًا من اخوتنا وجرح آخرين، من سخنين وعرابة وكفر كنا والطيبة عام 1976 وصولا الى الناصرة وأم الفحم وكفر مندا وجت في عام 2000 ولاحقا في ام الحيران وطمرة، وحيفا قبل أسبوعين فقط، وغيرها وغيرها، فهذه أمثلة فقط.

ومن جهة ثانية ومكمّلة، تعرف جماهيرنا بشاعة هذا العنف البوليسي فيما يتجسّد يوميًا تقريبًا برصاص ناري حيّ يقتل شبانًا من اخوتنا ويجرح آخرين، تطلقه أيد إجراميّة عميلة ضد أهلها وشعبها فتقتل وتفرض الرعب والإرهاب بحريّة تأخذها بشكل مباشر من تواطؤ الشرطة (وطبعا فوقها الحكومة) وتقاعسها وتقصيرها في مواجهة الجريمة – فقط لأنها جرائم لعرب ويُقتل فيها عرب!

إن رفيقنا كسيف الذي عرف المواجهات وقيادة النضالات ضد الاحتلال والعنصرية والإفقار وسائر السياسات الحكومية الساقطة، قد صاغ الموقف بدقة وجرأة وحكمة: العنف الحقيقي، العميق، هو ذاك الذي يقترفه ويمارسه الاحتلال الإسرائيلي في الشيخ جراح – وطبعًا في سائر المناطق الفلسطينية المحتلة والمحاصرة. هذه هي المعادلة، فتلك الوحشية البهيمية البوليسية هي جزء من الافرازات القذرة لسياسة الاحتلال، هذه السياسة هي السياق وهي المستنقع. ولن ينتهي هذا العنف ويتقلص سوى بإنهاء الاحتلال وتجفيف مستنقعه الآسن. هذه قضيّة رقم (1).

أخبار ذات صلة