news-details

صدّ المخاطر بصدّ المتغطرسين!

يبدو جليا أن بنيامين نتنياهو يحاول استغلال أزمات المنطقة كي يعمقها أكثر فأكثر، كواحد من أعضاء مشروع الهيمنة المرسوم. وهو يقوم بهذا تحت مختلف الأقنعة والذرائع التي يجمعها نسيج واحد مشترك، هو زعم الضحويّة والتعرض لمخاطر واعتداءات خارجية. هذا مع أن الدولة المعتدية دون توقف ولا تراجع منذ عقود طويلة، هي التي احتلت وتوسعت واستوطنت وزعمت امتلاك ما أخذته بالقوة دون أية شرعية ثم فرضته تشريعيًا، كالقدس الشرقية والجولان، وما زالت..

في مسألة الاتفاق النووي، ومن غير أن يحتاج المرء الى انحياز لأية جهة بل من خلال الوقوف في وسط المشهد، لا يمكن لمن يملك بصرا وبصيرة سليمين وضميرا حيا وحسا عقلانيا بسيطا، أن تفوته حقيقة ما حصل. مَن انتهك الاتفاق الذي وقعه بنفسه، ليس حكومة طهران التي يحرض نتنياهو عليها ويحضّ حكومات أوروبا بلغة ديماغوغية مبتزّة على معاقبتها، بل إدارة دونالد ترامب الخرقاء (كما أصاب في وصفها سفير بريطانيا في واشنطن). وزيادة في التوضيح، تشدد الحكومة الايرانية على عدد من المبادئ بشكل منهجي ومتواصل:

الأول عدم نيتها تطوير سلاح نووي انطلاقا من أسباب عقائدية إيمانية وسياسية معا. والثاني أنها لا تريد ولن تباشر بأية حرب لا ضد القوات الأمريكية وبالطبع ليس ضد جاراتها. وزادت مؤخرا ثابتا ثالثا في سياستها، هو استعدادها للتراجع عن أيّ رد أقدمت أو ستقدم عليه، حين تقرر إدارة واشنطن العودة الى الاتفاق والتراجع عن عقوباتها. لكن ليس الحقائق ما يحكم ممارسات النوع المنافق من السياسة والسياسيين. بل غايات تجيّر لخدمتها التلفيقات والمعطيات المفبركة.

وهذا بالضبط ما تقوم به قوى التحالف المقيت الأمريكي-الاسرائيلي-الخليجي (نتحدث عن انظمة وحكومات وليس عن شعوب بالتأكيد!). إن من يهدد أمن المنطقة وشعوبها واهلها جميعا، هي الغطرسة ونهم التوسع الامبريالي وخدَمه والضباع الدولية الجشعة واتباعها الطفيليّة. هؤلاء هم هم قوى ذلك التحالف المقيت! رفض املاءاتهم ومقاومتها هو أقلّ الواجب.

أخبار ذات صلة