news-details

غزة لم ولن تقدّم "صورة انتصار" للمحتلّين مهما توحشّوا!

حين كانت لجنة النهب الاسرائيلية-الامريكية تعدّ خرائط الضم - أي خرائط تأبيد الاحتلال والاستيطان ودوس القانون الدولي من خلال تحويل جريمة الحرب الى واقع قسري مفروض - كانت الطائرات الحربية الاسرائيلية أمريكية الصنع تقصف القطاع الفلسطيني المحاصر في الجنوب. الأيدي القذرة لحكّام واشنطن وتل أبيب والعتاد الدموي الذي بحوزتهم كان يراكم الجرائم على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بالتوازي وبالتزامن. هذه بمثابة صورة "بورتريه" لصفقة القرن! 

وقد يظن المحرّض العنصري رقم (1) بنيامين نتنياهو، والعنصري الكولونيالي المتغطرس نفتالي بينيت أنهما يراكمان، كلّ على حدة، مكاسب انتخابية بهذا العدوان المتدحرج التصاعدي على القطاع، لكن يفترض بالتجربة أن تعلمهما لا جدوى التوحش العسكري لتحقيق هزيمة واستسلام لعرضهما كـ"نصر" على غزة.. لم يعد للانتخابات سوى أيام، وقد فشل هذا الرهان على امتداد عقود. فلينزلا عن بغلة الحماقة والغطرسة هذه. غزة لم ولن توفر لهما لا اليوم ولا غدا أية "صورة انتصار"، لأنها لم ولن تركع.

من سيركع وينهزم وينكسر في نهاية المطاف، وهذا ليس بعيدا بالضرورة، هو الحصار الوحشي المنافي لجميع الصفات والخصائص الحضارية التي ينسبها مجرمو الحرب الاسرائيليون الرسميون الى أنفسهم ومؤسستهم. مع أنه أقرب ما يمكن أن ينسبوه لأنفسهم في سياق هذا الحصار المجرم، هو التفكير بمقارنة ملائمة مع من حاصر اليهود وغير اليهود في غيتوهات قُبيل أواسط القرن الماضي!

إن شهيّة التوحش العنصري والعسكري ضد قطاع غزة لم تحقق في السابق شيئا للمحتلين، وكذلك هو الحال اليوم. فليتوقف العدوان المجرم، ولينته الحصار الوحشي، ولينقلع الاحتلال بكافة ممارساته وأساليبه ومنشآته عن أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقة كلها.. ولينقلع المجرمون الأمريكيون الرسميون من الصورة، ميدانيا وسياسيا وفعليا ورمزيا!

أخبار ذات صلة