news-details

غطرسة وحماقة ضد النائبتين

يُخرج الى السّطح قيام حكومة اليمين الاستيطاني الإسرائيلي بحظر دخول النائبتين في الكونغرس الأمريكي، رشيدة طليب وإلحان عمر، عددا من الطبقات غير الخفيّة في السياسة الرسمية. أي أن الخطوة لا تكشف جديدا بقدر ما أنها تحدد أكثر فأكثر أولويات الدوافع والمعايير التي تحرّك وتوجّه هذه السياسة.

لقد اجتمعت هنا صفتان مميزتان لحكومة، بل لمجمل سياسة، اسرائيل الحالية. أولاهما الغطرسة وثانيهما الحماقة. وهما صفتان كثيرا ما تلعبان في السياسة دورا متلازما في قالب سلوك واحد وضمن ازدواجية متلاصقة. الغلوّ في الغطرسة والتوهّم بالقوّة اللامحدودة هما من أشدّ علامات الحماقة، لأن هذا طريق يودي الى انهيار قادم. هذه الأيام خصوصًا يصحّ التذكير بهذا التلازم بين الغطرسة والحماقة، مع حلول الذكرى الـ13 لانتهاء حرب صيف 2006.. كل جعير السحق والمحق انتهى بأن ارتدع المعتدي لسنوات طويلة بأيدي المقاومة اللبنانية..

لقد وقف أمام الحكومة ورئيسها، في خصوص النائبتين المعارضتين بوضوح لسياسات الاحتلال والاستيطان والأبرتهايد، سؤال المخاطرة بإهانة الحزب الديمقراطي الأمريكي وبالتالي تخريب مساحة جدية من العلاقة معه، على الرغم من أن هذا الحزب يختلف كثيرًا جدًا بطروحاته الطاغية عن مواقف طليب وعمر الشجاعة، أو بالمقابل، السلوك بحكمة وحنكة دبلوماسيتين وعدم حظر دخول النائبتين والامتناع عن خنق النقد والاختلاف.

لكن الحكومة اختارت البديل الأول، لأنها تبحث قبل كل شيء عن وسائل اضافية لتحشيد الرأي العام اليميني والقومجي بمزيد من التشدد والبطولات المزيفة، لأغراض انتخابية راهنة. وكذلك، لأن نتنياهو خضع بكل معنى الكلمة للرئيس الأمريكي ترامب الذي طالبه، أو أمره بالأحرى، صراحة وعلانية بمنع السماح بدخول طليب وعمر. لقد فضّلت الحكومة أوامر ترامب على العلاقة الاستراتيجية مع الديمقراطيين. لكن يجب التأكيد على أنها لم "تعانِ" بالمرة من أي قلق أو أرق أخلاقي في حسم قرارها، فهذا يحتاج ضميرًا حيًا، وهو ضمير سبق أن دُفن مرارًا تحت ركام الدمار الاحتلالي بالطائرات والدبابات والبلدوزرات!

أخبار ذات صلة