news-details

قتلٌ بوليسي بدافع عنصري

قتلت قوة بوليسية في مدينة بات يام شابا، زعمت أنه هاجم أفرادها بسكين. على الأغلب لو كانت هوية الضحية عربية لترددت بالتأكيد مزاعم تتهم القتيل بالإرهاب، وربما تبرع ضابط كبير أو وزير مسؤول بإحاطة الضحية بضباب من الشكوك التي لا تنفي حتى امكانية انه من داعش. أليس هذا ما تبجحوا به بحق المغدور يعقوب أبو القيعان الذي حلت هذه الأيام الذكرى الثانية لجريمة الشرطة بقتله؟!

الشاب الذي قتلته الشرطة أخيرًا ليس عربيا، لكنه ليس يهوديا من الشرائح التي لا تـُمَسّ، التي تحميها لاعروبتها من رصاص القتل الرسمي. فهو مهاجر اثيوبي يهودي اسمه يهودا بيادجه. إنه ممن يـُنظر الى لون بشرته بمنظار المسدسات الرسمية كمن يمكن استباحة حياته دون عقاب. عائلته الثكلى تقول إنها نبهت الشرطة لكونه يعاني من مشاكل نفسية صعبة، وأرادت من الشرطة ان تحمي الآخرين مما قد يقدم عليه وأن تحميه هو أيضا. لكن الشرطة "عالجته" برصاصتين قاتلتين. مرة أخرى نتساءل بشكل استنكاري، تساؤل العارف: لنفترض أنه هدد سلامة البوليس، لماذا ليس رصاصًا غير قاتل؟ لماذا رصاصتان وليس واحدة فقط في القدَم؟

نحن نتفق مع أبناء بنات المجتمع الاثيوبي الناشطين ضد العنصرية، بأن الاجابة على السؤالين هي: العنصرية. العنصرية المثبتة بالأفعال وشكل التعاطي مع احتجاجات الاثيوبيين ومع حياتهم وكرامتهم. إنه شكل التعامل العنصري مع العرب أساسًا وسائر الأقليات المستضعفة. وماذا تفعل السلطات، كيف ترد، كيف تعلّق على الجرائم غير الفردية ولا الاستثنائية بل المنهجية؟ بإعادة الشرطي المشتبه  بالجريمة بكل هدوء الى عمله في اليوم التالي!

هذا هو التعبير الدقيق عن الاستهتار العنصري القاتل بحياة البشر. وفي هذه الحالة هناك قتل مزدوج، مرتين! فالشاب المغدور أصيب بالاضطراب النفسي الحاد بعد صدمة تعرّض لها خلال خدمته العسكرية. فهل نال علاجا وعناية ملائمين؟ لو كان هذا صحيحا لما كان سيخرج بسكين للشارع، ويـُقتـَل برصاص الشرطة!

 

أخبار ذات صلة