news-details

قلق حقيقي من تصعيد دموي قد تتسع نيرانه!

التصريحات التي هي بالأحرى تسريبات مقصودة ومخططة ومنتقاة للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية، عن نوايا التصعيد الحربي على الأرض السورية، تثير قلقا حقيقيا من تصعيد دموي يُخشى أن تتسع نيرانه، خصوصا كونها تعلن بوضوح أن هذه النزعة تأتي بالذات بعد الخطوات العدوانية الأمريكية ضد إيران، والتي بلغت ذروتها الحربجية في اغتيال الجنرال قاسم سليماني.

فحين تقول أصوات رسمية اسرائيلية إن هذه فرصة لزيادة التضييق والتعرض والضربات للوجود الايراني في سوريا، يُستنتج دون عناء أن الجهتين الأمريكية والاسرائيلية تديران تصعيدا منسقا وموحدا في المنطقة، وهو ما يتعارض حتى مع الإعلانات الحكومية الاسرائيلية التي سعت للنأي بالنفس عن الخطوة الأمريكية النوعية في عدوانيتها وإستفزازيتها. والآن يبدو أن ذلك كان تكتيكا تضليليا لا غير..

إن هذا التوجه يكشف طبقة سميكة مركبة مؤلفة من الغرور والغباء معا. هذا التصعيد المعلن قد بدأ فعلا بالهجوم الجوي الأخير الذي تعرض له مطار "تي 4" العسكري في ريف حمص الشرقي مساء الثلاثاء. دمشق قالت إن الهجوم تم بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ إسرائيلية المصدر. هذا العدوان سبقته هجمات مشابهة طالت المنشآت النفطية في المنطقة نفسها بطائرات مسيّرة. بالتوازي واصل وزير الأمن المقامر نفتالي بينيت تصريحاته بأنه يجب إخراج الإيرانيين من سوريا!

نحن على يقين بأنه في مسائل السلم والحرب الاقليمية ليس لدى المؤسسة العسكرية ولا السياسية في اسرائيل قرارا مستقلا عن مشروع الهيمنة الامريكية. لم تشن اسرائيل اي عدوان في تاريخها بدون ضوء أخضر أو ايعاز او أمر من إدارة واشنطن (وقبلها لندن!). ومن المثير للاستهجان والاستنكار خروج معلقين يعبرون عن احتفالهم بما اعتبروه بدء عودة الولايات المتحدة الى سابق عهدها. أي الى عدوانيتها الامبريالية. هؤلاء المعلقون ينطقون عادة من حنجرة المؤسسة. والخشية أن هناك من يحضّر لحريق كبير، لن يقتصر ضحاياه في النطاق السوري.. ومن مصلحة وواجب المجتمع الاسرائيلي أن يتحلى بالرشد وليس بالغطرسة الحمقاء وأن يقوم ليوقف ما يمكن ان يتصاعد لدرجات مدمرة، له أيضًا!

 

أخبار ذات صلة