news-details

كتم الصوت مرفوض تمامًا!

قرار بلدية مدينة ام الفحم إلغاء أمسية ثقافية للفنان الملتزم بقضايا مجتمعه وشعبه وأهله، تامر النفار، هو قرار يجب العدول عنه لأنه يمسّ بجهات كثيرة. هذا قرار يقع في خانة كتم الصوت، أما الذرائع التي ساقتها البلدية، فهي غير مقنعة أبدًا. هذا فنان فلسطيني لا يغني التفاهات التي تجتاح جميع بيوتنا على قنوات المال والاستهلاك والترفيه الرخيص على مدار 24 ساعة يوميًا و7 أيام أسبوعيا، بل يغني ألم الشباب وأملهم. يتحدث من قلب وجدانهم الصادق ومن أفق تطلعاتهم الشامخ. لذلك فليس أن مضمون فنه "يخالف قيمنا وحضارتنا"، لا بل هو جزء ناصع من ثقافة وأخلاق ترى في الفن رسالة وليس تجارة!

كذلك، فإن منع الأمسية هو اعتداء على حق حشد من الشباب الفحماوي في اختيار ما يرغب بالاستماع اليه من أغان وما يرغب باستيعابه من فن وثقافة. ومنعه من ذلك هو نوع من الوصاية التي لا يفترض فرضها بل يجدر رفضها. وليس من المبالغ به القول إن التدخل في مضمون ما يقدمه فنان او يرغب فيه جمهور باسم "مصلحة المجتمع" هو سلوك مأخوذ من عالم دكتاتوري بائد، يظن فيه أصحاب السلطة أنهم يملكون المجتمع وأصحابه وتوجهاتهم ومعتقداتهم ورؤاهم وأفكارهم. لو تم الأمر في دولة، ألم نكن سنسمّي سلطتها مستبدة وظالمة؟ ومن هنا فالقرار يمس أيضًا بالسلطة المحلية نفسها في هذه المدينة العزيزة.

نحن نؤكد موقف الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في بيانهما أمس: "إن إلغاء حفل تامر نفار يلغي الآخر ويحدّ من حرية التعبير لأوساط واسعة في أم الفحم، هذه القلعة الوطنية، وهو محاولة لفرض آراء معينة على جميع سكان المدينة، وهذا هو التسلُّط بعينه. ومن هذا المنطلق نحن في الحزب الشيوعي والجبهة نعتبر قرار بلدية أم الفحم متسرِّعا، ونرى به مسًا بحرية التعبير، وكان بإمكان الهيئة التي اتخذت القرار أن تناقش محتوى الأغاني مع نفّار والتغلّب على الاختلاف في الرأي من خلال الحوار لا الحظر"، وندعو سائر القوى والحركات لرفع صوتها ضد أي كتم للأصوات لأنه لا يختلف عن كتم الأنفاس. وندعو متخذي القرار السيء الى العدول عنه بجرأة.

أخبار ذات صلة