news-details

كلمة الاتحاد| اتّجار الصهيونية بجرائم النازية

أحيت إسرائيل والحركة الصهيونية، أمس الخميس، ذكرى جرائم النازية، بما يقترن بذكرى نكبة الشعبة الفلسطيني، وفق التقويم العبري المتغيّر. إن الفكر الإنساني الصادق والثابت، لا يمكنه تجاهل جرائم النازية، التي طالت شعوبا ودولا، وشرائح مجتمعية، بسبب خلفيتها، وبضمنهم أبناء الديانة اليهودية. إلا أن الحركة الصهيونية الاستعمارية، التي شرعت بالزحف وغزو فلسطين، قبل تلك الجرائم الرهيبة، استخدمتها لتسريع تنفيذ مخططها بالتنسيق مع الامبريالية العالمية في تلك السنين. 
نكرر منعا لأي تفسير آخر، مؤكدين على أنه لا يمكن للعقل السليم ولا للضمير الانساني أن يقبل بتلك الجرائم، أو أن تكون جرائم الحركة الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني، وشعوب المنطقة العربية، دافعا لغض الطرف عن جرائم النازية، أو انكار وقوعها، وهي التي طالت عشرات ملايين البشر، ودمّرت دولا لسنوات طويلة. 
ولكن الصهيونية احتكرت ذكرى جرائم النازية، وتاجرت وما تزال تتاجر بها حتى يومنا، واتخذتها ذريعة لإسكات العالم عن جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وارتكاب النكبة ومجازرها، وجرائم الاقتلاع والتهجير. وتتحمل الحركة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن مشاهد ليست محمودة لمحاولة انكار جرائم النازية أو التقليل من حجمها وشأنها، ضد اليهود لكونهم يعتنقون الديانة اليهودية، في المانيا وأوطانهم الأوروبية. 
أحد مشاهد اتجار الصهيونية بجرائم النازية، هو توسيع تعريف ضحايا النازية، وهذا ما فعلته بالذات في السنوات العشر الأخيرة، حتى بات المشهد مثيرا للسخرية، فكلما ابتعدت السنين عن انتهاء الحرب العالمية الثانية، والقضاء على الجيش النازي ونظامه، على يد الجيش الأحمر السوفييتي أساسا، فإن أعداد الناجين وفق تعريفات الصهيونية تزايد. وهي ذات الصهيونية التي تطالب العالم بتغيير تعريف اللاجئ الفلسطيني، في محاولة بائسة لدفن جريمة اللجوء الفلسطيني في العالم.
واليوم تزعم إسرائيل وجود 175 ألف ناج من جرائم النازية، بينما بناء على تعريفات حقيقية، فإن عددهم لا يتجاوز 58 الفا، مقيمين في إسرائيل، ومن المفترض أن يتراجع هذا العدد مع تقدم السنين.
لقد وضع العالم تواريخ لإحياء ذكرى جرائم النازية وضحايا، بحسب تواريخ لها مغزى، مثل التاسع من أيار، يوم النصر على النازية. واليوم العالمي 27 كانون الثاني، يوم اقتحام معسكر أوشفيتس، الذي تعذب فيه وقتل ضحايا من 56 قومية وأبناء ديانات، وبضمنهم يهود. 
إلا أن الصهيونية حددت ذكرى ضحايا النازية، لليهود وحدهم من باب "الاحتكار"، قبل أسبوع من ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني وفق التقويم العبري المتغير، يوم الإعلان عن قيام الكيان الإسرائيلي، وهذا نابع أساسا من محاولة تبرير جريمة الصهيونية التاريخية ضد شعبنا الفلسطيني، وتدفيعه ثمن جريمة تاريخية، جريمة النازية التي لا علاقة له بها.

أخبار ذات صلة