news-details

كلمة الاتحاد| التطعيم كواجب فردي واجتماعي

ما زالت نسبة تلقي التطعيم ضد فيروس الكورونا منخفضة في المجتمع العربي قياسًا بالمعدل العام، وبفارق ملحوظ وجدي، وخطير. وهو ما ستكون له، استنادا الى الإحصائيات والتوقعات، تبعات سلبية ومضرة سواء على صعيد التعرّض للإصابة، أو عدم العودة الى مسارات الحياة القريبة من الاعتيادية.

إن التطعيم ضد هذا الفيروس لا يختلف عن تطعيمات أخرى لا يتردد في العادة أي والد او والدة في اعطائها لأولاده. فبدونها سيظلون معرضين للإصابة بأمراض مكّن العلم من تفاديها. هذا ما يفرضه الشعور بالمسؤولية وكذلك المنطق البسيط. والعالم كله يواجه هذا الوباء وتبذل جهود علمية كبيرة ومباركة للعثور على حلول، أحدها هو التطعيم.

هناك من يثير شكوكا حول جدوى التطعيم و"الأهداف الغامضة" منه، حسب الزعم. لكن الأوساط العلمية والطبية والصحية الرسمية والخاصة لدى جميع الشعوب تؤكد كلها على فاعلية التطعيمات. هذه هي الجهات التي تشكل مرجعية معتمدة، وليس الأساطير وحكايات المؤامرات ومؤلفيها. يجب التوجه الى مقاييس العقل والمنطق وليس الى الخيال الجامح.

قد تقوم قوى سياسية باستغلال هذه الأوضاع ومحاولة الاستفادة منها لمصالحها، نعم. لكن لا يعني هذا بأي حال انه ليس هناك فيروس ولا مخاطر ولا حاجة ماسة للوقاية، من جهة، ولا يعني ان التطعيم مسألة مشبوهة ومؤامرة كونية. هذه أوهام. التطعيم هو أحد الادوات المثبتة علميا لمواجهة أمراض كثيرة، والجميع يتلقون هذه التطعيمات، هم وهنّ وأولادهم، وهذا ينطبق على وباء الكورونا أيضا.

من المهم النظر بعين الواقع والمسؤولية وعدم خلط الأمور. كل ما يتعلق بضرورات الوقاية ابتداءً من الكمامة والنظافة ووصولا الى التقيد بإجراءات الاحتراس وتلقي التطعيمات، هو واجب كل فرد ليس نحو نفسه وسلامته فقط، بل نحو أهله وأقرب الناس اليه ومجتمعه عموما. فليتحمل كل فرد المسؤولية وليحثّ كل مَن في محيطه مترددون، على اعتماد خيار العلم والمنطق والمسؤولية. وليكن الجميع بكامل الصحة والخير.  

أخبار ذات صلة