news-details

كلمة "الاتحاد"| الغلاء المستفحل سرقة في وضح النهار

نشعر جميعا كمستهلكين منذ الصيف الماضي بارتفاع أسعار زاحف ومتواصل، يطال أساسا البضائع الاستهلاكية، وخاصة المواد الغذائية الأساسية. ولربما باستثناء أن الغلاء الملموس أكثر من غيره بالنسبة للمواطن، هو في أسعار الفواكه والخضروات، التي ارتفعت في هذا الموسم بمعدل 40%، بينما أسعار المواد الغذائية الأساسية، وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها بنسب كبيرة، تبدأ من 5% إلى 20% في بعض الأصناف - فإن رفع الأسعار جاء تدريجيا، ولكن في يبقى الغلاء في المحصلة قائما.

التفسير الذي يضعه المنتجون الكبار والمسوّقون هو أن أسعار المواد الخام في العالم ارتفعت بفعل جائحة الكورونا والقيود المفروضة، وأيضا بسبب تغيرات مناخية ضربت محاصيل في دول عديدة، يضاف الى هذا ارتفاع أسعار النقل البحري، بسبب قيود الكورونا أيضا، تبعها ارتفاع أسعار الوقود.

ولكن هذه تفسيرات يسوقها كبار المحتكرين، تساندهم الصحافة الاقتصادية الإسرائيلية، التي تأتي معظم مضامينها في خدمة لحيتان مال، على علاقة مع أصحاب هذه الصحف، الذين هم أيضا من كبار حيتان المال، ووظيفتهم صناعة رأي عام مشوّه، يخدم السياسات العامة، ويمنع احتجاجات شعبية على غلاء المعيشة الذي هو تحصيل حاصل.

في الأيام القليلة الماضية، اتضح في تقرير تلفزيوني، أن أسعار الفواكه، وخاصة فواكه الصيف، في أسواق البلاد اعلى بنسبة 100% وحتى 600% من أسعارها في الأسواق الأوروبية والأمريكية. وفي تفسير اول لهذا الغلاء، جاء أن موسم الشتاء الضعيف أدى الى أن تكون المحاصيل قليلة، إلا أنه في ذات التحقيق التلفزيوني، قال مزارعون، إن ما يتقاضونه عن محاصيلهم لا يصل الى 50% من السعر للمستهلك، في حين قال تجار في السوق إن نسب أرباحهم شحيحة.

واستنادا لتجارب وتقارير على مدى سنين، فإن ما يقوله المزارعون وتجار السوق صحيح، والفارق الضخم بين ما يحصل عليه المزارع، والسعر للمستهلك، يذهب في غالبيته الساحقة لجيوب المسوقين الكبار، الذين يحتكرون المحاصيل وهي في كرومها، وهذا يعني أن هؤلاء هم من يقررون الأسعار بشكل عام، بما يخدم حسابات أرباحهم.

نسبة عالية من الغلاء الفاحش الذي سيلمسه المستهلكون في الحصيلة النهائية لمصروفهم الشهري، يتم اسنادها على جائحة الكورونا التي تسببت بكوارث صحية واجتماعية واقتصادية لشعوب العالم، ولكن في المقابل، تلك ذريعة لتكديس أرباح فاحشة لكبار حيتان المالي في البلاد والعالم.  

لقد صدرت هذا الأسبوع قائمة الأثرياء الـ 500 الكبار في إسرائيل، بموجب إحصاء ثروتهم من شهر نيسان 2020 إلى نيسان 2021، وهذه فترة مهمة هذه المرّة، لأن أشهرا عديدة سادها اغلاق اقتصادي، ما يعني أن النشاط الاقتصادي كان ضعيفا، ولكن ليس بالنسبة لهؤلاء الأثرياء، الذين ارتفع المجموع العام لثرواتهم بنسبة 32% خلال عام واحد وبلغ حجمها 326 مليار دولار!

 

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة