news-details

الفترات العصيبة تعيد تأكيد القيمة العليا للتضامن الانساني

من الواجب أن يرى كل واحد وواحدة في نفسه مسؤولا عن محيطه القريب في كل ما يتعلق بتطبيق جميع سبل الوقاية والحماية أمام زيادة تفشي فيروس الكورونا. ونشير الى أهمية التعاطي بكامل الجدية والمسؤولية ومن غير استخفاف مع كافة التعليمات والقرارات الصادرة بهذا الشأن. ويجب أن يفكر كل شخص مليًا بأنه حتى لو لم يكن معرّفًا ضمن المجموعات المهددة، فإن حوله ومعه أشخاص أقرباء وأعزاء مهددون.

لقد اتخذت أمس المزيد من القرارات الحكومية المشددة لمواجهة الحاصل، وبينها اغلاق الغالبية الساحقة من المؤسسات التعليمية. وهنا مثلا وأيضًا تبرز الفروق الكبيرة بين المدارس على أساس اجتماعي طبقي. فالمدارس التي تضم طلابا من طبقات غنية ستكون أمامهم احتمالات أكثر لتلقي التعليم عن بُعد بوسائل رقمية وتكنولوجية. المرض فعلا يهدد الجميع، لكن ليس الجميع على قدم المساواة من ناحية امكانية تقليص الأضرار الناجمة عن الاحتياطات المعتمدة في وجه تفشي الفيروس.

إن المؤسسات التمثيلية للجماهير العربية، وفي مركزها لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، أجرت العديد من الجلسات والتقييمات وأصدرت تعليمات وتوجيهات، ومن المهم الالتزام بأقصى درجة التقيّد بها – الى جانب تعليمات وزارات الصحة والتعليم والمؤسسات الصحية وغيرها.

تفشي هذا المرض يعيد التأكيد على انه امام المخاطر الكبرى تتعاظم قيمة التضامن والتكافل المجتمعي والانساني، لأن مصلحة الناس واحدة في نهاية الأمر، على اختلاف انتماءاتهم. وهذه المصلحة تقتضي قيام جميع الحكومات والسلطات والأنظمة بوضع أولوية مواجهة المرض قبل كل شيء، وتحويل العديد من الميزانيات والأموال من مجالات العسكرة والحرب والهيمنة والاستغلال وإغناء الأغنياء، الى تكثيف البحث الطبي والعلمي لمواجهة المرض، ودعم احتياجات الناس التي تكبر في ظل حالة الطوارئ التي يدخل اليها المزيد والمزيد من البشر كل يوم.

الفترات العصيبة والمخاطر الشاملة تعيد تأكيد القيمة العليا للأممية والتضامن الانساني واعطاء الافضلية للصحة والتعليم والرفاه، وليس التوسع والحرب والاستغلال ومضاعفة ثروات القلة القليلة بثمن حرمان معظم البشرية من شروط الحياة اللائقة. نأمل أن لا تطول فترة المعاناة والانتظار وأن يخرج الناس بالعبرة المطلوبة: مصيرنا واحد ومصلحتنا واحدة.

أخبار ذات صلة