news-details

كلمة الاتحاد| "الموحدة" حضيض سياسي دون قاع

تصر الحركة الإسلامية الجنوبية، من خلال ذراعها البرلمانية، ما يسمى "القائمة العربية الموحدة"، على أن "تفاجئ" كل يوم من جديد، إلى أي مدى هي على استعداد للانحدار الى حضيض سياسي، يبدو أنه من دون قاع، وبات مسلسل فضائحها السياسية شبه يومي.

ففي الأسبوع المنتهي وحده، رفض نواب "الموحدة" دعم اقتراح حجب الثقة عن الحكومة، الذي قدمته القائمة المشتركة، على خلفية استمرار الاعتداءات من الاحتلال والمستوطنين، على المسجد الأقصى المبارك. وبعد يومين، يوم الأربعاء، رفضت القائمة الموحدة، دعم مبادرة قانون النائب أحمد طيبي، القاضي بربط آلاف البيوت العربية المحرومة من الترخيص بشبكة الكهرباء، دون الحاجة لما يسمى "نموذج 4".

لم يعد الانزلاق مقتصرا على مبدأ الانضمام لحكومة الاحتلال والاستيطان، بل أيضا على مدى التزام "الموحدة" بأوامر الائتلاف اليميني الاستيطاني الحاكم. فمن الانضمام لحكومة الاحتلال والاستيطان، والالتزام بسياستها، إلى دعم قانون حرمان العائلات الفلسطينية من لم الشمل، إلى السكوت المطبق على إقامة وتثبيت بؤرة استيطانية على جبل صبيح جنوب نابلس المحتلة، إلى دعم قانون دعم المتدينات اليهوديات للانضمام لجيش الاحتلال، إلى السكوت على قرار اختلاس (مصادرة) 600 مليون شيكل من أموال الضرائب الفلسطينية.

وأيضا معارضة "الموحدة" مشروع قرار قدمه النائب أيمن عودة، يقضي بإقامة لجنة تحقيق برلمانية، في أداء جهاز الشرطة أمام ظاهرة استفحال الجريمة في المجتمع العربي. وقد جاءت المبادرة، بعد ظهور تصريحات من جهات في قيادة الشرطة تؤكد أن عصابات الاجرام في المجتمع العربية، يحميها جهاز المخابرات العامة "الشاباك".

وتسجل الوقاحة عند قادة "الإسلامية الجنوبية" ذروة، حينما يبررون كل واحدة من موبقاتهم السياسية، وفي كل تبرير هجوم كاسح على القائمة المشتركة، وسط سكوت على نهج حكومتهم، وحتى على نهج كتل اليمين الاستيطاني المعارضة.

إن الوظيفة التي تؤديها الحركة الإسلامية الجنوبية، هي خربطة وحرق أوراق في مجتمع جماهيرنا العربية، لضرب مسارها النضالي، وبلبلة خطابها الوطني، ليتماشى مع المؤامرة الإقليمية- العالمية، لضرب نضال شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، من خلال تغذية الخلافات الداخلية، وزيادة الزحف التطبيعي مع إسرائيل، وغيرها من الأدوات، بما فيها دفق الملايين على مجتمعنا، لغرض شراء النفوس.

نحن على يقين بأن جماهيرنا العربية الفلسطينية في وطنها ستلفظ من صفوفها هذا النهج الانبطاحي الذليل؛ ورغم هذا، فإن النهج الذي زرعه منصور عباس، تبنته وتدافع عنه قيادة "الإسلامية الجنوبية"، سيترك آثارا سلبية على مجتمعنا، تخرب إنجازات تراكمية في مكافحة الصهينة والتدجين في أقفاص الصهيونية.

 

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة