news-details

كلمة الاتحاد| انفلات فاشي يتصاعد امام العيون

هناك انفلات فاشي يقع ويتفاعل ويتصاعد امام العيون وعلى مسمع الاذان، لعصابات فاشية تهاجم عربًا تحت مسميات الانتقام. حدث هذا في القدس، وفي يافا، ويحدث على مدار الساعة في مواقع فلسطينية كثيرة في الضفة الغربية المحتلة، التي يتفاخر جيش الاحتلال وأجهزة الأمن الأخرى بمدى سيطرتها على الأوضاع فيها؛ سيطرة تشمل كل شيء وحملات اعتقالات جماعية لفلسطينيين وتقييد لحركتهم وشلّها، لكنها لا تشمل عصابات استيطانية تتصرف مثلما تصرف الفاشيون في أوروبا ضد اليهود.
هناك رابط وثيق بين ممارسات العصابات الاستيطانية القذرة وبين هذه الأفعى الفاشية التي ترفع رأسها في القدس بشقيها الغربي والشرقي ونخشى أن تتمدد، إذا لم تواجَه وتُصدّ. مستنقع الاحتلال يصدّر كل هذا التلوّث الفاشي. ومثلما يتقاعس الجيش في الضفة نحذّر من أن الشرطة ستتقاعس أمام التصاعد الفاشي الجاري هذه الأيام. ونعرف على جلودنا وبألم قلوبنا مدى تقاعس هذا الجهاز البوليسي امام الجريمة السرطانية المنظمة التي تسفك دم شبابنا.
هذه الحالة التي يجتمع فيها الهوس العنصري الفاشي بالتقاعس والتواطؤ الرسمي والحكومي والبوليسي، تتحمل مسؤوليته جهة واحدة بشكل رئيسي اسمها حكومة إسرائيل، ورئيسها الذي يحتل منصبه منذ أكثر من عقد من الزمن. هذه الحكومة ليست متهمة بالتقاعس فقط، لا، بل إنها شريكة في التحريض وفي تنمية سموم الكراهية. الماء الآسن المسموم الذي يسقى الأشواك العنصرية، تجسّد في التحريض المنهجي، المباشر، العلني والمحسوب الذي قام به بنيامين نتنياهو – انفلات فاشية الشوارع وفاشية زعران التلال من المستوطنين، يقع على رأس نتنياهو قبل أي احد آخر.
صحيح أنه اليوم قلب اسطوانته فلجأ الى الكذب ومنافقة العرب طمعا في أصواتهم وخوفًا على حكمه، لكن العاقلين لا يتركزون في الكلام ويتعامون عن الأفعال والممارسات. بالعكس. فالاحتلال بجرائمه متواصل، الاستيطان بنهبه وتوسّعه وجرائم عصاباته مستمر، الاستعلاء القومجي على حاله، هدر دم العرب أمام الفاشية وأمام الجريمة المنظمة ما زال مهيمنًا. على هذا تحاسب الحكومات وزعمائها وليس على كلام مزيّف، لا يخجل بعض النواب العرب في التمسك به كدليل على "تأثيرهم"، ومن خلال إدارة الظهر لنهج اجرامي كامل، طمعا في فتات شهرة ووهم تأثير.

أخبار ذات صلة