news-details

كلمة الاتحاد | ثمار نتنياهو السامة، تهديد قضاة بالقتل

مستنقع السم الذي يستثمر بنيامين نتنياهو في تفشيه يوميًا بالكثير من جهده ووقته وتفوّهاته، بدأ يعود عليه بنتائج ربما تفوق توقعاته. فتحريضه، أو بالأحرى قيادته كـ"مايسترو الشرّ" لعصابات التحريض اليمينية على القضاة والمحاكم وسائر الجهات القضائية المرتبطة بالنظر والعمل في ملفات اتهامه بالفساد، أعطى ضوءًا أخضر لتهديد قضاة بالقتل - وليس بالضرورة على خلفية ملفاته مباشرة، ولكنْ بالتأكيد في داخل هذه الجوّ الذي يسمّمه.

حتى الآن كُشف عن تلقي قاضيين تهديدات مباشرة وصريحة بالقتل: القاضي في المحكمة العليا عوزي فوجلمان توجّه للشرطة بعد وضع ملصقات تهديديّة على بريده الخاص كُتب عليها "دم اليهودي ليس مباحًا"؛ وقبله بيوم واحد القاضية في المحكمة العليا عنات بارون التي هدّدها المجهولون" بـ"العقاب". السلطة القضائية اعتبرت هذا التهديد "نتيجة مباشرة للتحريض المستمر ضد السلطة القضائيّة والقضاة". لكنها لم تخبر الجمهور بخلفية ذلك التهديد بـ"العقاب" وما قصة "ملصقات الدم المستباح" وفقًا للمزاعم؟

ما عُرف حتى الآن، أولاً، أن القاضية تولّت ملفًا في طيّاته جوانب "جماهريّة، وطنيّة أمنية" وأن الخلفيّة ليست قضيّة جنائيّة كما نقلت قناة تلفزيونية. المعطى الثاني أن القاضيين بارون وفوجلمان قررا قبل أسابيع منع جهاز الاحتلال من هدم بيت مواطن فلسطيني من بيت كاحل، قضاء الخليل، يتهمه جهاز الاحتلال بالضلوع في قتل جندي مستوطن من مستوطنة عوفرا، قبل عشرة أشهر.=. وهو القرار الذي أثار ضجّة تحريض يمينية واسعة على المحكمة وقضاتها.

القاضيان كتبا في قرارهما: "في هذه الحالة، يقطن في البيت المعرّض للهدم الزوجة والأولاد القاصرون الثلاثة" (اصغرهم عمره سنتين-المحرر) وهم "لم يعرفوا بأفعاله ولذلك فالعقوبة تفتقر للنسبية". بالمناسبة، فور صدور القرار زعم النائب نفتالي بينيت من حزب المستوطنين يمينا، أن "الغاء هدم بيت القاتل يضعف من قوة الردع لدينا".

هذه معطيات مرافقة للتهديدات بالقتل، وتثير أسئلة تقود لأجوبة محتملة عن هويّة الجناة. ومنها أننا لربما أمام "تنظيم سري إرهابي" جديد، ينمو كالبعوض السام على مستنقع يتولى توسيعه وتلويثه يوميا رئيس حكومة إسرائيل، التي يشارك فيها كحول لفان" و "العمل" اللذان ملآ البلاد صراخًا بزعم وقوفهم الى جانب جهاز القضاء.

 

 

أخبار ذات صلة