news-details

كلمة الاتحاد| حريق متصاعد بمسؤولية حكومة إسرائيل الكاملة

التقت تحليلات عدّة، في البداية، على أن الهجمة الاحتلالية التي تشنها الحكومة على القدس الشرقية المحتلة عموما، والمسجد الأقصى خصوصا، مردّها استعراض للعضلات من النوع المافيوزي الإرهابي، كمحاولة للتغطية على الفشل الاحتلالي الذريع في كسر إرادة المقدسيين، وفي مقدمتهم أهالي حي الشيخ جراح. فهؤلاء الأبطال نجحوا بصمودهم في وضع حكومة نتنياهو في الزاوية، وعرّضوها لانتقادات دولية هامة وقوية لم يكن بوسع إسرائيل الرسمية تجاهلها. ويُضاف الى هذا، فشل الشرطة الذريع بفرض وقائع هيمنة جديدة في باب العمود.

لكن السلوك الحكومي وذاك البوليسي المشتق منه، والذي تميّز بالقمع الوحشي واقتحام حرمة المسجد الأقصى بشكل عسكري مسلّح، وإصرار الشرطة على مرور عصابات المستوطنين في ذكرى ما يسمى "يوم القدس"، وهو يوم تكريس الاحتلال المجرم للمدينة، في باب العامود لتصعيد الاستفزاز، أثار تساؤلات عمّا إذا كان هناك من يخطط للتصعيد وإشعال الأرض. ولم يُخفِ عدد من المحللين الإسرائيليين تساؤلاتهم عمّاإاذا كان بنيامين نتنياهو يسعى بهذه النيران لإحراق أي جسر قد تمرّ منه حكومة أخرى لتستبدل حكومته.

خلف هذه التساؤلات، جاء في الجنوب اشتعال بارود التوتر الذي ملأ الجو بفعل العدوان على القدس وأهلها ومعالمها، بعد أن حذرت المقاومة في قطاع غزة من أنها ستردّ إذا ما تواصل العدوان الاحتلالي في القدس. وسواء كانت هناك جهات في السلطة الإسرائيلية أرادت هذا الحريق، فالأكيد الواضح الآن أن المقدسيين المناضلين قد أفشلوا مرة أخرى محاولة تشديد التضييق عليهم، لكن، مثلما أحبطوا مخطط الملاحقة الاستبدادية بواسطة نصب الكاميرات قبل سنوات، فها هم يدوسون التضييق بالحواجز الحديدية في باب العمود، وفوق ذلك يجبرون السلطات على التراجع عن إطلاق عصابات الاستيطان على الحرم القدسي.

الأيام القادمة مفتوحة على المجهول، قد يكون عنوانها التصعيد الدموي، والمسؤول الكامل عن هذا هم متخذو القرار في السلطة الإسرائيلية بأعلى مستوياتها.

أخبار ذات صلة