news-details

كلمة "الاتحاد"| سياسة عدوانية تضعنا على براميل بارود

ما زال الغموض يكتنف الانفجار أو التفجير الذي وقع مطلع الأسبوع قرب مجدّو وأصيب فيه مواطن من قرية سالم. فبعد يومين ونصف اليوم من فرض الرقابة العسكرية أمرًا منع نشر أية تفاصيل عن الحادث، أعلن جيش الاحتلال روايته الرسمية، لكنها خرجت مليئة بعلامات السؤال إن لم نقل الثقوب.
المهم في الموضوع طبعًا ليس متانة "القصة" و "الحبكة" بل ما يترتب على هذا الأمر سياسيًا وربمًا حربيًا، وما يجب الوقوف أمامه واستخلاصه. فوفقًا للادعاء الرسمي، نجَم التفجير عن عبوة ناسفة "متطورة"، وقد اهتمّ الجيش بالقول إنها تذكّر بما استخدمه حزب الله في جنوب لبنان!، وإن المنفذ اجتاز الحدود من لبنان ووصل موقع التفجير وعاد نحو الشمال وبحوزته أسلحة ومعدات، وفي سيارة أوصلته دون ان يعرف سائقها هويته، حيث قتلته قوات خاصة هناك واعتقلت السائق وحققت معه وحررته في نفس اليوم..

ووفقًا لجميع المعلقين والمراقبين، هذه الرواية لا تقدم تفسيرًا يمكن اعتباره نهائيًا ومقنعًا، وحتى السلطات الرسمية التي تدرك ذلك سرّبت أنها لا تزال تحقق، وهو ما فتح الباب لشتى التساؤلات والسيناريوهات، أخطرها ما إذا كان هناك حدث ملفّق تقف خلفه نوايا عدوانية حربية إسرائيلية، وجاءت هذه "القصة" لتشكل مقدّمة لتبريره. وقد توقفت وسائل إعلام لبنانية وأخرى عربية عدة عند هذا السيناريو.

هذا الحادث يثبت إلى أية درجة وبأية سرعة يمكن أن تشتعل فيها مواجهة عسكرية قد تصل درجة حرب دموية ومدمرة. الأمر ليس متعلقا بحدث واحد بل بمجمل الجو السياسي السائد. فما دامت السياسة الإسرائيلية الرسمية تقوم على العدوانية والاستعداء والاستعلاء والظن الأحمق أنه بالإمكان العيش دون علاقات سلمية تقوم على العدل والاحترام مع المنطقة بكل شعوبها، فإنها تبقي الوضع بأكمله على براميل من بارود. الخلاصة المطلوبة كما يراها كل العقلاء وأصحاب الضمائر، هي أن هذه السياسة التي تشكل علّة علل الحروب والمواجهات المتتالية هي ما يجب أن يتغيّر بل يغرب عن وجه المشرق بلا رجعة!

أخبار ذات صلة