news-details

كلمة الاتحاد| ضرورة انعطافة في  مسار الأمور عالميا

المزيد فالمزيد من المؤشرات تدل على أن الوعي يتسع ويتعمق بشأن ضرورة إحداث انعطافة في  مسار الأمور على المستوى العالمي. العقود الأخيرة التي تفرّد فيها النظام الرأسمالي بحكم العالم، ما عدا جزر معدودة، مهما كبرت او صغرت، قد أنشأ حالا أوصل العالم الى طريق مسدود. سبق انتشار الوباء الحالي تدمير هائل لهذا الكوكب وحروب وفوضى عنيفة وفقدان البوصلة: سلامة وسعادة البشر، كل البشر.

والحقيقة ان هذه ليست حتى الرأسمالية بصورتها الكلاسيكية التي مهما رفضناها مبدئيا كفكرة ترفع السوق فوق البشر وإرادتهم وقيمتهم، أبقت في بداياتها شيئا من المعقولية واهتم بعض منظريها وسياسييها بالتأكيد على أن هناك ما يجب عدم اخضاعه لـ "السوق الحرة"، ومن المحظور إخضاع المجتمع بكل ما فيه لحكم الشركات التجارية.  لكن لم يتبقّ شيء من هذا، ويجب الإقرار أولا حتى من قبل مناهضي النظرية الاشتراكية والاجتماعية أننا الان امام كارثة الرأسمالية حيت توحشت.

توحشت ضد البشر الذين باتوا أشياء/ أغراض/ مستهلكين لا غير، في تسطيح وتشييء لمفهوم الانسان الذي بات التعريف الذي حُفظ له فقط، الذهاب للاقتراع لتوقيع صك استمرار النظام كل عدة أعوام.

لا يعني هذا رفض الاقتراع كحق وطريقة وأداة، بل هو رفض لحصر وحشر وتضييق المفهوم الديمقراطي بهذه العملية الادائية الأدواتية فقط. لأنه لا ديمقراطية بلا مضمون، بلا "روح"، وبلا قيم. ديمقراطية تزعم المساواة في الاقتراع والترشيح لا غير (وهذه أيضًا كذبة، فالترشيح يحتاج مالا وهيمنة للوصول الى كرسي القرار وليس مقعد المعارضة والاحتجاج فقط). إن من يوقف المساواة ويقتصرها على هذا الاجراء الشكلي فقط، هو عدو للديمقراطية، مهما رفع من شعارات واحتكر من ادعاءات.

هنا يجب الإشارة الى أهمية وضرورة التحركات من خلال تنظيمات تدعو الى اليقظة، الى وضع التفكير والعمل حيث الجوهر: تحقيق العدالة والخير للبشر وتحريرهم من سجن كبير يهيمن عليه الأثرياء في إعادة مريعة للتاريخ قرونا نحو العبودية، بلبوس جديدة. تحرير الإنسان لا زال ضرورة وحاجة رغم بهرج المشهد الديمقراطي الذي لا يحمل الكثير خلف جدرانه البرّاقة.

أخبار ذات صلة