news-details

كلمة الاتحاد| قطر جزء "رفيع المستوى" في مثلث التطبيع!

التطبيع الذي تنحدر فيه أنظمة في دول خليجيّة، ليس مع الحكومة الإسرائيلية الاحتلالية الاستيطانية العدوانية فقط. بل مع ما يعنيه موقع هذه الحكومة والمطلوب منها ضمن مشاريع الهيمنة والاستغلال والعدوانية الأمريكية. ليس هناك تطبيع بمعزل عن واشنطن الرسمية وسياساتها.
مثلما ينطبق هذا على نظامي الامارات والبحرين، ينطبق على نظام السعودية الذي ينفي حاليًا تحركاته في هذا الدرَك، ويرفض الاعتراف بلقاء رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع حكّام سعوديين أولهم محمد بن سلمان – الشهير بمنشار التقطيع، نسبة الى جريمة اغتيال الصحفي الذي عارضه وانتقده، جمال خاشقجي.
هذه الأنظمة مرتبطة برتبة تابع بحكّام الولايات المتحدة الأمريكية. ولا فرق بين ما إذا أعلن بعضها التطبيع رسميًا وعلنيًا، وامتنع البعض الآخر عن كشف الحاصل والمستور وإضاءة أعماق الجاري في الكواليس المعتمة. فبمجرد ارتباط هؤلاء بواضع السياسات التي تمتثل لها وتخدمها حكومات إسرائيل، يصبح من البديهي والمؤكد أن حكام دول الخليج التابعين لا يمكن أن يسلكوا وينتهجوا أية مسارات وسياسات تتعارض في العمق مع تل أبيب وواشنطن. هؤلاء جميعًا يكمل الواحد منهم الآخر في الموبقات والسفالات.

وهنا يجب التشديد، منعًا وتصديًا لاستمرار الرياء وتفاقم النفاق، أن نظام دولة قطر أيضًا ليس بريئا ولا بعيدا ولا مختلفا في كل هذا الوحل السياسي. فعلى الرغم من جميع التصريحات والتعليقات و"التحليلات" الديماغوغية التي تحاول تصوير قطر كقلعة مقاومة، وتلهج بها أبواق النظام خصوصًا من غير القطريين، أي الأجراء المستوردين المنتفعين، لا يمكن إخفاء دور قطر وحقيقة موقعها.. لا يمكن إخفاء قاعدة العيديد بعباءة، حتى لو كانت بحجم كلّ عباءات امراء الخليج مجتمعين!
وأحداث الأيام الأخيرة تثبت هذا: فوزير خارجية الولايات المتحدة في إدارة الكريه دونالد ترامب الذي يرفض حتى الآن الإقرار بنتائج الانتخابات التي هُزم فيها، بعد أن انتهى من زيارة استفزازية وقحة لمستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، وأخرى الى الجولان السوري المحتل، "اعترف" فيهما بـ"سيادة إسرائيل" عليها - انتقل بكل سلاسة الى قصر اللؤلؤة في العاصمة القطريّة الدوحة... والقاذفة الأمريكية المدمرة التي حلقت في الأجواء الإسرائيلية ضمن استعراض عربدة تهديدية لإيران وغيرها في المنطقة، طارت بكل انسياب نحو قاعدة العيديد الأمريكية في قطر! هذه السلاسة هي الورقة الكاشفة لوجه نظام قطر من دون مساحيق النفاق: تابعٌ خادمٌ مثل أشباهه المجاورين لسياسات أكبر أعداء الشعوب العربية ويشمل الخليجية منها طبعا: إدارة الولايات المتحدة الأمبريالية!

 

 

أخبار ذات صلة