news-details

كلمة "الاتحاد"| لن يعيدونا لعهود مضت ولفّها الظلام

تريد جماهير المواطنين والمواطنات الفلسطينيين العرب في هذه الدولة التأثير، بالتأكيد، فهي لا تصوّت من أجل التصويت ولا تنتخب من أجل التسلية واللهو. لكن حكمتها العميقة المجبولة بتجربتها وتجربة الأجيال التي سبقتها، تجعلها تدرك أن التأثير مشروط بالوحدة الكفاحية وبالقامة المنتصبة وبربط لا ينفصل ما بين الحقوق والكرامة.
لقد جرّبت السلطات الإسرائيلية، سواء من خلال مؤسساتها المباشرة أو أذرعها وزعانفها، تطويع جماهيرنا وجعلها تقبل بالفتات من الحقوق مقابل التنازل عن الأساس - المطلب الثابت الفولاذي الراسخ بالمساواة التامة، القومية واليومية. لكن هذه التجارب السلطوية راكمت فشلا على فشل، خصوصا ان جميع الحكومات كانت ملطخة بالعنصرية البنيوية، بهذا التفاوت أو ذاك.

إن أية محاولة لإعادة جماهيرنا الى عهود مضت ولفّها الظلام ولفظتها الأيام، ستكون أشبه بمن يحاول دفع قطار التاريخ الهائل للوراء – وهذا سخيف ومستحيل. هذا الموقف ليس مبدئيًا وقيميًا وأخلاقيًا فقط، وهذه جوانب لا مساومة عليها مهما ظهرت هنا وهناك نزعات انهزامية كفقاعات زبد، بل إنه موقف صحيح براغماتيا وعمليا أيضًا. فمن يعرف المؤسسة الحاكمة في هذه الدولة وينظر اليها دون دونيّة، يدرك تماما انه لا يمكن تحقيق إنجازات سوى من موقع القوة، القوة الكفاحية والقوة المدنية وقوة الحق والمطلب. كل ما عدا هذا هو مضيعة للوقت. لا ينطبق هذا على الجماهير العربية فقط، بل على كل شريحة وقطاع يعاني من غبن وظلم في المجتمع الإسرائيلي. فكم بالحري لو تحدثنا عن العرب.. نحتاج أضعافًا مضاعفة من القوة الكفاحية!

هذا الطرح هو الذي يحظى بأوسع دعم وتأييد بين جماهيرنا، وتجلى الدليل على هذا في الدعم الواسع العريض والواثق للقائمة المشتركة، بحيث تم تحقيق انجاز غير مسبوق في التمثيل البرلماني. وفي هذه الانتخابات، على الرغم من قرار البعض الانشقاق، فإن معادلة الحقوق مقابل الكفاح وليس المقايضات، لا زالت راسخة وموجِّهة. وسيدرك من يغامر بالسير للوراء بدلا من التقدّم للأمام أنه أخطأ في الحسابات، ولن يكون مفرّ سوى العودة الى الدرب الصحيح ولن يصح في الختام سوى الصحيح.

أخبار ذات صلة