news-details

لوقف الجائحتين.. الضم الاحتلالي في ظلّ الكورونا

قبل أن يوقع بنيامين نتنياهو، بدهاء ولؤم، بالسياسي الذي يثبت يوميا محدوديةً وثانويةً وفشلاً في جميع خطواته، بنيامين غانتس، كان قد تم الاتفاق بينهما يوم الثلاثاء الفائت على فرض ما سمي "السيادة الإسرائيلية" (أي تكريس الاحتلال المجرم) على أجزاء من الضفة الغربية في تموز المقبل.

لم يكن تموز قد حلّ ، ولا نيسان اكتمل، حين تبيّن أن غانتس بما يمثله ليس فاشلا فقط في التكتيك السياسي، بل هو عديم الاختلاف، في قسم كبير وخطير من المسائل، عمّن يوصف بالمفردات الشعبية أنه قام "بحلاقته"! وهذا هو الأمر الذي يجب تأكيده – غانتس هذا لم يكن بديلا لنتنياهو بأي شكل. لم يذدنب خلفه بحماقة سياسية، فقط، مفككا التحالف\الإطار الذي جعله مرشحا منافسًا للقيادة، بل أعلن بجلاء أنه نسخة عنه في أكثر القضايا أهمية بالمفهوم المصيري: القضية الفلسطينية.

ووسط تسرّب معلومات عن أن تل أبيب وواشنطن "على وشك الاتفاق حول خرائط ضم أرض فلسطينية وسط انشغال العالم بالحرب على فيروس كورونا المستجد"، حذرت منظمة التحرير الفلسطينية على لسان المفاوض الكبير صائب عريقات من "الآثار التدميرية" لهذه المخططات الاسرائيلية، على أمن واستقرار كل المنطقة، بينما أعلنت فرنسا والأردن أن هذه مسألة "ستفجر أزمة جديدة كونها خرقا للقانون الدولي وتقويضا لجهود تحقيق السلام الشامل وفق قرارات الشرعية الدولية".

وفقا لمصادر اعلامية اسرائيلية، الاتفاق بين نتنياهو وغانتس كان يقضي بتكريس احتلال غور الأردن وشمال البحر الميت والاعلان عن هذه الجريمة في 10 تموز القادم. وهذا في وقت يجتاح وباء كورونا المنطقة كسائر العالم، وبالتزامن مع توجيه مبعوثي رئيس الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، يوم السبت، نداءً مشتركا "لوقف الأعمال القتالية وفتح الحوار في جميع أنحاء المنطقة".

ولكن حتى بعد فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي، أعلن مدير مكتب رئيس حكومة اليمين يوم الأحد إن أعمال الضم التي تتجسد في ترسيم حدود المستوطنات في إطار "صفقة القرن"، هي أعمال متواصلة على الرغم من تفشي وباء كورونا. وتابع أنه وسائر موظفي المكتب قد "تلقوا تعليمات من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمواصلة ترسيم الحدود لتقديم الخرائط المعدلة للإدارة الأمريكية في أسرع وقت حيث تنوي إسرائيل إحداث الكثير من التعديلات على الخرائط الأمريكية"..

مشروع الاحتلال الاستيطاني لم يتوقف في أية مرحلة، فقد اعترف مكتب نتنياهو بمفاخرة جليّة ببناء 15 ألف وحدة استيطانية، بالإضافة إلى التخطيط المتقدم لبناء 10 آلاف وحدة، وتبييض أكثر من 15 بؤرة استيطانية والعمل على شق العديد من الطرق الالتفافية. نتنياهو وترامب يستغلان ظلال جائحة الكورونا لفرض عملية الضم وسط عدم اكتراث محلي ودولي بهذه القضية السياسية بسبب الانشغال بالجائحة. أما الجائحة الأكثر فتكا التي يخطط لها الاحتلال، فيجب أن تواجه بأقوى مضاد لها – موقف فلسطيني موحد ومقاوم ومواجِه شعبيا وسياسيا ودوليا!

أخبار ذات صلة