news-details

كلمة الاتحاد| ليس للفلسطينيين ما يبحثون عنه في "الجامعة العربية"

التقارير التي تحدثت في اليومين الأخيرين، عن أن دولا عربية ترفض طلب دولة فلسطين بحث اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، وأن النظام الحاكم في البحرين يرفض أن يصدر بيانا يدين التطبيع مع إسرائيل، لا تترك مكانا للمفاجأة. 
وحتى لو تبين أن هذه التقارير ليست دقيقة، فهي واقع الحال؛ دولة تلو الأخرى، يزورها مبعوث الصهيونية الاستيطانية المتطرف، المدعو جارد كوشنير، باسم البيت الأبيض، ولا يحتاج لكثير من الضغط للحصول على مواقف متواطئة مع الحركة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، في محاولة بائسة للقضاء على قضيته.
إن "التقصع" السياسي في بلاط الحكم الصهيوني، لأنظمة حاكمة مثل الإمارات والبحرين ومصر، لا يختلف كثيرا عن حالة التأتأة غير المفهومة في مواقف أنظمة السعودية وسلطنة عمان والسودان. وكما يبدو ستظهر دول أخرى، لم نسمع عنها بعد، فكلهم غلمان صغار في حاشية صهيو أميركية، يقودها اليمين الاستيطاني الصهيوني الطاغي على وكر البيت الأبيض.
دول عربية تواطأت مع أوامر واشنطن، وأوقفت المساعدات المالية عن السلطة الوطنية الفلسطينية لإضعافها، كدور مكمل لمشروع حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية، بمحاصرة وتجويع السلطة الفلسطينية، وبالتالي الشعب الفلسطيني، لإجباره على الرضوخ، وبلورة "قيادة" وهمية جديدة، على شاكلة روابط القرى العميلة في سنوات الثمانين الأولى، لتحل محل منظمة التحرير الفلسطينية.
آن الأوان للقيادة الفلسطينية، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، أن تستوعب المرحلة، حتى لو متأخرا، بأن ليس لها ما تبحث عنه في جامعة الدول العربية، التي تصدر بياناتها مترجمة بلغة ثالثة، من العبرية إلى الإنجليزية الأميركية، إلى العربية الركيكة، حتى لو بقيت هناك دول عربية ذات مواقف ثابتة وملتصقة بالمشروع الوطني الفلسطيني، ولكنها دول أضعف من أن ترفع صوتها أمام طغاة النفط.
هذا الوقت، ولو جاء متأخرا، لرص الصفوف وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ومكانتها، واخراس كل صوت يدعو لإقامة جسم بديل، من ذوي الأجندات الخارجية، من أي طرف كان، إن كان من خلال عملاء أنظمة النفط، أو ممن يتسترون وراء شعارات "مقاومة" – دون أي انتقاص من المقاومة الحقيقية النبيلة لشعبنا. فمنظمة التحرير هي البيت الجامع الوحيد، الذي يحتاج الى نفض وإعادة بناء، والدفع بها إلى الأمام.
منظمة تتمسك فقط بالمشروع الوطني الفلسطيني، دون أي تأثير لأجندات خارجية مهما كانت، ودون أهداف أيديولوجية لا تتماشى مع مشروع الدولة الفلسطينية الوطنية المستقلة ذات السيادة.  
في الأمس كان لقاء لقادة كل الفصائل، برئاسة قيادة منظمة التحرير وهذه خطوة هامة، ولكنها ليست كافية، إن لم يتبعها فعلٌ على الأرض، بإنهاء حالة الشرخ بين القطاع والضفة، وإنهائه من حيث بدأ. 
هذا وقت المقاومة الشعبية الجماهيرية الواسعة في الضفة وقطاع غزة، والآن بات من الضروري أن نقول بوضوح، إنه على الرغم من أنه يحق لكل شعب واقع تحت الاحتلال أن يمارس كل أشكال المقاومة التي يراها مناسبة، وتدفع بقضيته إلى الأمام، فإن واقع الحال يؤكد أن المقاومة الشعبية العزلاء بالنسبة للشعب الفلسطيني هي المسار الأكثر ايلاما لدولة لاحتلال، فالهزّة في الشارع الفلسطيني، كما علّمت التجربة، ستنسف أوهاما، ولربما تهز عروشا ينخر فيها السوس. 
انتفاضة شعبية جماهيرية واسعة مع استمرارية، من شأنها أن تهز الشعوب العربية الشقيقة، لتضغط على الطغاة، وتهز الرأي العام العالمي ليعود الى ما عوّدنا عليه في سنوات الثمانين من دعم للقضية الفلسطينية العادلة، قضية تحرير ودولة وعودة.

أخبار ذات صلة