news-details

كلمة الاتحاد| موحدة مع بن غفير

منذ الآن، سقطَت كتلة "القائمة العربية الموحدة" في امتحان المبادئ السياسية الوطنية، بواسطة صمتها المطبق وعدم ابدائها أي اعتراض مبدئي، على دعم حكومة من الخارج تضم أبرز ممثلي عصابات المستوطنين الإرهابية. فمع مثل حكومات تضم أمثال سموتريتش وبن غفير وبينيت وساعر وليبرمان، لا مجال لاي مناورة، وأصلا نحن في فترة لا مجال فيها لأي مناورة، تحت يافطة "التأثير" المزعوم.
في العام 2006، تشكلت حكومة حزب "كديما" برئاسة إيهود أولمرت، وبشراكة مع حزب "العمل". يومها ومع تكليف أولمرت، ورغم التوجهات والبيانات الصادرة حول استئناف المفاوضات مع منظمة التحرير، إلا أن الكتل الثلاث التي تمثل الشارع العربي: الجبهة والتجمع والموحدة، تصرفت ككتل معارضة، ونسّقت في الأمور الإدارية للكنيست، وبضمنها التمثيل في اللجان، مع باقي كتل المعارضة.
منذ الحملة الانتخابية الأخيرة، وبشكل خاص بعد ظهور نتائج الانتخابات، فإن التقارير الإسرائيلية تؤكد كلها على وجود تنسيق بين "القائمة العربية الموحدة" وزعيمها منصور عباس، وبين حزب "الليكود"، لينضم الى الركب الآن، زعيم الحزب الاستيطاني "يمينا"، العنصري الشرس نفتالي بينيت، الذي يطالب بالضغط على المستوطن سموتريتش، كي يقبل بدعم جماعة منصور عباس لحكومة تضمهم، ما يضمن الأغلبية البرلمانية لهذه الحكومة.
"العربية الموحدة"، لم تنبس ببنت شفة ردا على هذه التقارير، وصمتت كليا، ولم تبد أي موقف من حكومة كهذه، وحتى حينما أطلق سموتريتش وإيتمار بن غفير رفضهما المطلق لدعم خارج من منصور عباس وزملائه، لم تصدر أي بيان رد. 
لا أساس لما تعلنه "الموحدة" بأنها ليست في جيب أحد، بل هي جالسة وغارقة في جيب نتنياهو، وعلامة على هذا، وقوفها بالصمت الى جانب حزب الليكود الذي يريد تشكيل اللجنة المنظمة للكنيست على أساس تركيبة تضمن له أغلبية، ولهذا فإنه حتى هذا الأسبوع كان تشكيل هذه اللجنة التي تضع الأسس لعمل الكنيست حتى تشكيل حكومة معطلا، ولو حسمت "الموحدة" موقفها ضد الليكود، لتشكلت اللجنة بغير ما يريده بنيامين نتنياهو وعصابته.
اتبعت "الموحدة" طيلة الحملة الانتخابية، وحتى قبلها بأشهر، خطاب التحريض المقيت القائم على تزوير الحقائق، تبعه التحريض العنصري المبطن، وتجييش المشاعر على أساس الفئوية، ولم ترتدع عن بث كل هذه الكراهية المقيتة والخطيرة في صفوف الشعب الواحد، ولم تأبه لرواسب كل هذا النهج الخطير. 
وفي المقابل، نراها اليوم تصمت صمت القبور، أمام عربدات المستوطنين العنصرية الشرسة في الكنيست، وحتى أنها تسكت على إهانة المستوطنين لها، برفضهم دعم "الموحدة" الذليل لحكومة لن يكون على أجندتها سوى استمرار المجزرة ضد شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، وبكافة الأشكال.
لقد سقطتم، وسقوطكم السياسي مدوي.

أخبار ذات صلة