news-details

كلمة الاتحاد| نظام عالمي قاتل نشهد على فشله الذريع الآن

ستكثر الأسئلة في الفترة القريبة القادمة حول ما الذي يجب القيام به في اللحظة التالية؟ بعد انحسار جدي في انتشار وباء كورونا وبدء عودة الحياة الى مساراتها التي سبقته. المواجهة الأولى – بعد أو بموازاة استمرار العمل العلمي على التوصل لمضاد للفيروس – ستكون في الاقتصاد.

هنا وهناك ما زالت تخرج أصوات غاية في التبلّد تدعو الى المسارعة للعودة الى الإنتاج حتى بثمن آلاف القتلى، بل يتذرعون بتحجّر أن هؤلاء مسنون أصلا. هذه عقائد ترى في الانسان عالة إن كفّ عن الإنتاج والاستهلاك؛ يصعب إيجاد وصف ملائم لهكذا درَك.

المعطيات التي تتزايد يوميًا مخيفة، يجب القول والمصارحة. ليس المقصود بهذا من حيث الإصابات وحالات الموت التي يؤمل أن يُسيطَر عليها – والاعتماد هنا يظلّ على العلم والعلماء بشتى الاختصاصات ذات الصلة – بل من حيث من سيجدون أنفسهم بلا عمل ولا دخل ولا حلّ.

وفقا لمنظّمة العمل الدولية فإن الوباء يهدد معيشة ومستوى معيشة نحو 1,25 مليار عامل، في "أسوأ أزمة عالمية" منذ الحرب العالمية الثانية. وأجرت حسابا لعدد ساعات العمل التي ستقلّ وهي توازي 195 مليون عامل بدوام كامل، أي عددا أكبر بكثير بالمعدّل للمعطلين عن العمل كليًا وجزئيًا (حتى الآن فقد نحو 25 مليون عامل وظيفته كليا). تداعيات وارتدادات هذا الوضع سيؤثّر سلبًا على الغالبية الساحقة من عمال العالم -81% من القوى العاملة بما يعادل نحو 3,3 مليار إنسان.

حين تتوصل المنظمة الدولية لفصل الاستنتاجات فهي تتحدث عن "إعادة البناء" بشكل أكثر أنصافا. لن يعني هذا الكثير إذا ما اقتصر على رفع بضعة عملات لهذا الراتب أو ذاك، وإنما تغيير بنية أنظمة العمل والإنتاج والربح والصرف. إن نظاما عالميا يعود فيه الأثرياء الى ثرائهم والفقراء الى فقرهم، وتواصل فيه الدول اعتبار الصحة والتعليم والأمن الاجتماعي سلعًا يحصل عليها بشكل أفضل فقط من يدفع أكثر، بينما تشتدّ قروش المال شراهةً، هو نظام عالمي قاتل نشهد على فشله الذريع الآن، ومن واجبنا قلبه وتغييره بكل ما اوتينا من قوة وعمل وأمل.

أخبار ذات صلة