news-details

كلمة "الاتحاد" | نهج شعبوي يميني لزجّ الجماهير في سجون الرعب

في تطابق تام للّغة والمفردات والايديولوجية الكاذبة التحريضية: اتفق رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وصف المتظاهرين ضد نهجهما الكارثي بـ"الفوضويين". وهذا استمرار "طبيعي" ومباشر لنهج دب الرعب والتحريض الشعبوي لزجّ الجماهير في سجن من الرعب.. رعب أشباح الفوضى المدلهمّة التي ستكتسح حياتهم. وكأنها حياة رغيدة آمنة في ظلّ حكم اليمين.

هذا مع أن ما يكتسح فعلا جودة واستقرار وكرامة حياة الناس، هنا وفي الولايات المتحدة الأمريكية، هو السياسة التي يفرضها من يحتلّ رأس هرم السلطة فيهما. نتنياهو الغارق في رعب ما ينتظره من محاكمات الفساد يحاول تخويف الجمهور من مظاهرات تطالبه بالاستقالة بسبب فشله السياسي والاقتصادي وسقوطه الأخلاقي. وهذا ينطبق بالضبط على ترامب الذي قد يلاقي فشلا ذريعا في الانتخابات القريبة.

إن مصالح الشعوب متشابهة ومشتركة، ليس فقط من منظار الرؤية الأممية النبيلة والأكثر إنسانية من جميع العقائد السياسية الأخرى، بل أيضًا من باب وجود الشعوب اليوم بالذات وبأجلى الصور، في لحظة زمنية من المواجهة المشتركة مع وباء واحد بما فيه من إسقاطات وتبعات، تشمل خصوصا سياسات الشعبويين اليمينيين التي اعتادت تخدير الرأي العام بسموم إذكاء الكراهية وزجّه في دوّامات التفتيت وفرّق تسد.

ليس فقط أن مصلحة مواطني دولة واحدة ما من تلك تستدعي توحيد المطلب والنضال، بل هي مصالح عابرة للحدود والقارات. إسقاط نتنياهو وسياسته تلتقي في أهميتها وجدواها بالنسبة للمواطنين في إسرائيل مع ضرورة إسقاط ترامب وسياسته. يجب العمل على الارتقاء في المقولة والشعار لرؤية الصورة بهذه الأبعاد الأوسع والأكثر تركيبا، حتى يتم فعلا تعميق تسييس الحراك الاحتجاجي المتفاعل الآن، وزيادة توضيح المعادلة التي تربط بين سياسات التوسع والضم وسياسات القمع الاقتصادي-الاجتماعي التي يقودها نهج واحد!

أخبار ذات صلة