news-details

كلمة الاتحاد: الجنرال يلملم الشعبية بالدمّ والدمار

يتباهى الجنرال المنتقل حديثًا الى السياسة بنيامين غانتس في عدد من أفلام الدعاية الجديدة لحزبه "حوسن ليسرائيل"، بأنه في فترة توليه رئاسة أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي قد أعاد اجزاء من قطاع غزة "الى العصر الحجري"، في اشارة الى الدمار الوحشي الذي خلّفه عدوان اسرائيل عام 2014، ويتفاخر في فيلم دعاية آخر بقتل عدد كبير ممن سمّاهم "مخربي حماس".

هذا الجنرال الذي يحاول كسب الشعبية بالدمّ والدمار لا يورد شيئا من المعطيات الرهيبة عن سحق وقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة وتخريب بيوتهم وأحيائهم وتسويتها بالأرض بأكثر أدوات القتل والتخريب وحشية وتطوّرًا، ويا للمفارقة.

لا يتطرق الى قتل نحو 1800 مدنيًا منهم 530 طفلا. 530 طفلا وفقا لمعطيات أكدتها جات دولية مهنية! ولا يلمّح الى ما يفوق 10 آلاف مدني مصاب بآلة الحرب الاسرائيلية، ولا الى تدمير عشرات ألوف البيوت السكنية وجعل 100 ألف إنسان بلا مأوى. ولم يتحدث عن تدمير مدارس ومصالح اقتصادية ومحطات كهرباء ومساجد وجزء من كنيسة.

إن هذا الذي يقترح نفسه بديلا لليمين وزعيمه بنيامين نتنياهو، يرفع لواء الوحشية العسكرية كبطاقة مرور الى الحياة السياسية وربما قيادتها. فبماذا يختلف عن اليمين الحاكم؟ لا يختلف بالمرة، لا بل إن نتنياهو لم يصل هذا الدرك بالتفاخر بصور الأحياء الغزيّة الكاملة المدمرة والتي "أعيدت الى العصر الحجري".. أية عقلية متوحشة وهمجيّة تلك التي بدلا من سدّ الأفواه والخجل والتكتم على جرائم بهذا النطاق الهائل، تروح تتفاخر بها وتتباهى وتستثمرها لتوسيع قاعدة الشعبية.

إذا كان هذا هو "البديل" لنتنياهو، فإنه عمليًا طبق "الأصل" وأسوأ منه ربما.. من يفكر ويخطط ويحسب ثم يخرج باستنتاج وبنتيجة وبمنتوج هو عبارة عن عرض أحياء سكنية مدمرة بالكامل ليقول: أنظروا ماذا فعلت، فانتخبوني! هو سياسي انتهازي منفلت عديم الحدود لا يقلّ خطورة أبدًا عن نظرائه السيئين الحاليين.

 

أخبار ذات صلة