news-details

حين تتفاقم الأزمات، الاشتراكية هي الحلّ!

وقت فعلي قليل انقضى منذ بدأت الصين بمواجهة فيروس الكورونا، وصولا الى الأيام الحالية العصيبة التي بات العالم كله تقريبا يواجه هذا الوباء – مثلما عرّفته منظمة الصحة العالمية. في البدايات استخفت بعض القوى بل و"تشفّت" بالصين، وأبرزها الادارة الأمريكية التي يحكمها رهط من المتغطرسين الكريهين لشدة عنصريتهم تجاه السواد الأعظم من البشرية.

ولكن حتى اليوم، حين بدأ يتبدى مدى اتساع الاصابات وانسداد الاجابات في الولايات المتحدة وأوروبا، يواصل المقيت دونالد ترامب التشويه بوصفه الكورونا بـ"الفيروس الصيني". هذا المستعلي الفارغ بمن وما يمثله من سياسات ومواقف، الجاهل بالجاري في العالم، لا يدرك أنه لا يثير سوى الاشمئزاز بمثل هذا التوجه عديم الحس والأخلاق، والغبي الأحمق أيضًا..

ويزداد ذلك حدة وجلاءً أمام حقيقة تجند الصين والتزامها لتقديم العون والدعم لشتى الشعوب في مختلف الدول. ويشهد وضع إيطاليا المريع الموجع على عمق نفاق القوى المهيمنة في العالم؛ فحتى دول أوروبا القوية تقف لامبالية أمام الموت الذي يفتك بالايطاليين الأعزاء، بينما ترسل حكومة الصين الوفد الطبي تلو الآخر والمساعدات والتجهيزات بلا انقطاع، وليس لإيطاليا وحدها.

إن آخر دولة في العالم يحق لها التعليق على الآخرين هي الولايات المتحدة الرسمية التي يعاني مواطنوها بمعظمهم الأكبر الحرمان من أبسط حقوق الخدمات والضمانات الصحية. لدرجة أنه لا يجرؤ المواطن هناك على التقدم لاجراء فحص لاستيضاح سلامته من إصابته، لأن ذلك مكلف باهظ ولانعدام التأمين الصحي! ولكن ها هي قلعة الرأسمالية، حين اصطدمت بهذا الواقع، قد سارعت للتصرف بموجب أكثر السياسات المناقضة للرأسمالية – صرف مليارات فورية لمواجهة الوباء وتقديم فحوصات ورعاية مجانية للمواطنين! ألم نخبركم؟!

لن نقول لها كل الاحترام، بل العار كل العار، لأنها لا تفعل هذا احتراما لقيمة حياة مواطنيها بل تقوم به مضطرة اضطرارا لستر قصورها الأدائي والأخلاقي، وستعود الى سابق نهجها القاتل بمجرد انقشاع هذا الحال، ما لم ينقلب نهج النظام. لكننا نسجّل، مع خط أحمر تحته، ما يلي: في الأوقات العصيبة والظلمة الحالكة، ليس أمام أعتى وحوش الرأسمالية سوى التوجه نحو الأدوات والسياسات الاجتماعية-الاشتراكية!

أخبار ذات صلة