news-details

يجب الحذر من التعويل الفلسطيني على منافسي نتنياهو!


لن يكون صحيحا القول ان معسكر قوى الحرب حقق تمثيلا أكبر من معسكر قوى السلام في الانتخابات الأخيرة للكنيست، ليس لأن قوى الحرب ليست مهيمنة في اسرائيل وعليها، بل لأن الطرفين المتنافسين ممثلين بالليكود وكحول لفان، لا يختلفان كثيرا في قضية السلام والحرب.

لقد رحّب حزب الجنرالات بحرارة تفوق حرارة ترحيب بنيامين نتنياهو بصفقة القرن التصفوية، التي تعني في محصلتها الأخيرة إبادة الحقوق الوطنية الفلسطينية.


لذلك يجدر الحذر في التعقيبات الفلسطينية الرسمية على النتيجة، ليس من باب عدم التحذير من خطورة احتلال الليكود وبنيامين نتنياهو خانة القوة المنتخبة الكبرى، بل من باب تفادي تمرير رسالة ضمنية وكأن منافسيه سلاميّون حمائميون ونزيهون.

إن اسرائيل السياسية اليوم لا تشغل القوى السلامية فيها سوى هامش ضيق. ويجدر بكل توجه لتحليل الواقع السياسي والبناء عليه، الاعتراف بهذه الحقيقة كفرضية عمل أساسية.


والاستنتاج من هذا أنه لا يمكن التعويل على تغيير اسرائيلي في الداخل ومن الداخل، من دون استراتيجية فلسطينية تضع سياسة التوسع والاستيطان والغطرسة الاسرائيلية في الزاوية. هذا يتطلب حكمة وحنكة وحزما،وكل هذه يجب ان تمر بالضرورة في درب المشروع الكفاحي الفلسطيني الموحد.

إن التاريخ يعلم كل من يرغب في الاستفادة والاستزادة أن الشعب الفلسطيني حقق انجازات وانتزع اعترافات سياسية أممية هامة بقضاياه وحقوقه، فقط حين كان موحدا سياسيا وكفاحيا – من دون أن يعني هذا غياب ولا تغييب الفروقات والاختلافات. لكن من الضرورة الفورية تحديد سقف ودرب وهدف وآلية متفق عليها بلغة السياسة بين جميع مركبات العمل الكفاحي والمقاوم والسياسي الفلسطيني.


أما انتظار احتلال حزب الجنرالات سدة الحكم في اسرائيل، فلا يصح فيه سوى التذكير بما فعله جنرال آخر ارتدى قناع السلم الحمائمي، ويدعى ايهود براك. وهو لم يكتف بمحاولة فرض املاءاته بغطرسة مغثية على الشعب الفلسطيني، بل أطلق آلة الحرب لتقتل وتسحق بوحشية عام 2000!

وعلاوة على ذلك زرع وعمّم أكبر كذبة منذ ذلك الحين، وكأنه "ليس هناك شريك فلسطيني". من الجدير التعمّق المتأني في صفحات التاريخ القريب.

أخبار ذات صلة