news-details

لا بشائر خير الآن للتعليم..


لا تحمل السنة الدراسية القادمة، للطلبة وأهاليهم، بشائر خيّرة جديدة، قياسًا بالسنة التي سبقتها. ليس لأن الطالبات والطلاب يعانون من شيء ولا لأن أهاليهم مهمِلون مثلا. البشائر يمنعها ويقطع طريقها التعيين الجديد لوزير التعليم، ليس لمعتقداته الدينية أبدًا، بل لطرحه ونهجه السياسي شديد التعصّب والانغلاق، والتصاقه برؤى رجعية سيسعى كما يبدو لفرضها على مضامين العملية التعليمية.

الوزير الجديد رافي بيرتس لم يستبدل من هو أفضل منه للتعليم. فسابقه نفتالي بينيت لا يختلف عنه أبدًا. السوء سيظل على حاله، ما لم يتم إسقاط حكومة وتحالف اليمين الحاكم. وحين يقول بيرتس: "أريد أن أكون وزيرًا للتعليم للجميع بدون تمييز"، فإن علينا التوجّه فورًا لقراءة ما يؤمن به ويزعمه عن وجوب تفوّق اليهودية واليهود في هذه البلاد، وجودا وعددا وسيادة ومكانة، لنتساءل: اهذا ممكن أصلا، هل يمكن لحامل رؤى عرقية أن يكون "وزيرًا للتعليم للجميع بدون تمييز"؟

ونستدلّ على ما سلف من تصريحه فور التعيين عن نيّته العمل "لتذويت قيم اليهودية والارث اليهودي"، دون أي تطرق لوجوب اعتماد معيار متساو ومتكافئ لجهاز التعليم العربي. ونحن نخشى بكثير من اليقين أن القيم التي سيعمل هذا الوزير الرجعي على تكريسها وترسيخها، ليس التي تتعاطى مع اليهودية كهوية وموروث إنسانيين، كبقية الشعوب، بل بوصفها وحدة انتماء يجب ان تكون فوق سواها في هذه البلاد وبتسويغات غيبيّة عنيفة.

المقلق هو التعاطي "السلس" مع هذا التعيين لدى دعاة ومدّعي الليبرالية (ولا نقول اليسار!). فقد سُمعوا وهم يصبّون جام غضبهم على زميل بيرتس، سموطريتش، الذي قال إنه يسعى لاعتماد قوانين الشريعة اليهودية، ولم يتساءلوا عن "القيم والإرث" التي سيسعى لترسيخها بيرتس في وعي اولادهم بما يحمله في جعبته من مواقف لا تختلف أبدا عن تلك الخطيرة التي يحملها سموطريتش.

هذا النهج يؤكد مجددا مدى الضحالة والسطحية لدى أصحابه، الذين يقعون دائما في مصيدة الكلام المعسول للتيار القومي-الديني، فيتعلقون بالقشور ويتركون الجذور في نقدهم وممارستهم ومواجهتهم لهذا التيار، تيار الاستيطان والتوسّع. يلتقون معه في تقديس "كتل الاستيطان" و "أبدية توحيد القدس" وما شابه، ثم يستغربون كيف يخسرون له وأمامه مرة بعد الأخرى!

 

 

 

أخبار ذات صلة