news-details

من ينقذ الناصرة

تشهد مدينة الناصرة في الأسابيع الأخيرة، ولكن بشكل خاص في اليومين الماضيين، حالة امتعاض شديد، على اثر الحضيض الجديد الذي أوصلت بلدية الناصرة المدينة اليه. باستقدام مشعوذ دجال وصهيوني، يدّعي النبوّة باسم المسيحية، ويسمى "تي بي جوشوا".

وقد دنس هذا المعتوه جبل القفزة، باستحضار بضعة آلاف من أنصاره المأجورين من خارج البلاد. وقد راهن على حضور آلاف وعشرات الآلاف من أهالي الناصرة، وجماهيرنا العربية، التي عبّرت عن غضبها وقاطعت بشكل مشرّف مهرجان الدنس.

وتدور علامات سؤال خطيرة حول الشكل الذي سلم فيه رئيس بلدية الناصرة علي سلام جبل القفزة، دون أخذ قرار من المجلس البلدي. وحتى الآن، ليس واضحا مقابل ماذا، في الوقت الذي تسري فيه أقاويل كثيرة حول هذه القضية، ولا نستطيع الدخول فيها، طالما أنها ليست مسنودة لحقائق مثبتة.

إن الغضب العارم في شبكات التواصل، ومن قوى سياسية معارضة في المدينة، وفي مقدمتها جبهة الناصرة والحزب الشيوعي، اضطر جهات سياسية أخرى، ممن دعمت علي سلام في انتخابات 2013 و2018، تارة في العلن، وتارة من وراء الكواليس، الى اصدار بيانات رفض. في حين تبين أن بعض من اعترضوا لاحقا على هذه اللوثة التي أصيبت بها الناصرة، كانوا يعرفون بالقضية، ولكنهم صمتوا، ثم أحرجتهم الهبة الشعبية، فاضطروا للاعتراض.

وكل هذا يثبت أن علي سلام يتصرف ببلدية الناصرة كعزبة خاصة به، في حين تتحدث تقارير إعلامية، عن أزمة مالية تعصف بالبلدية، وكما يبدو سنشهد في الفترة المقبلة فصل أو انهاء عمل عشرات العاملين، وغيرها من الإجراءات.

إن الناصرة، أكبر مدينة لجماهيرنا العربية على مدى السنين، القلعة السياسية الوطنية، تشهد منذ ست سنوات نكسة سياسية واجتماعية غير مسبوقة، وهذا ما ينعكس سلبا على جماهيرنا العربية.

إن ما يجري في الناصرة الآن، هو امتحان سياسي جديد امام قوى دعمت علي سلام، وهي ترى نفسها في التيار الوطني، والمدافع عن المصالح الوطنية لجماهيرنا. فما هو مطلوب ليس مجرد بيانات تنفيس، وإنما حراكا متواصلاا، مع المطالبة بكشف كل الأمور، أمام الجمهور الذي من حقه أن يعرف الحقيقة، كل الحقيقة عن كل ما يجري.

 

"الاتحاد"

 

أخبار ذات صلة