news-details

مواجهة العنصرية تحتاج للفعل لا للخمول!

يمكن في أسبوع واحد فقط تعداد عدد ثقيل من الأحداث التي تنغّص العربي في هذه الدولة، وتشمل العنف وفوضى السلاح، الهدم والتهديد به وهو الرديف للشعور بالخنق السكني والاكتظاظ، التحريض والعدوان العنصري مثل "تدفيع الثمن"، والتردّي القاتل في البنى التحتيّة التي تشكل مسببًا جزئيا لكن كبيرًا في الحوادث والمكاره.

ليست هذه قضايا خاصة وفردية بل جماعية. وهي لا تضرب البعض بينما تستثني آخرين. السبب هو انها قضايا مرتبطة بمجرّد الانتماء والهوية لدى العربي/ة، وهذان يشكلان أساس انتهاج السياسة الحكومية العدوانية المعادية لهذا الجزء من المواطنين، والذين تذهب الحكومة وتحالفها أبعد فترسّخ استثناءهم من الخير العام وإقصاءهم عنه في "قانون قومية" عنصري.

بناء عليه، فلا يمكن مواجهة هذه القضايا على نحو فردي. هذه قضايا مجتمع وشعب. مواجهتها تستدعي العمل الوحدوي والمنظم والكفاحي. هذا يجب أن يتم بأدوات السياسة وتكتّل الوزن النوعي لهذه الجماهير ليتحوّل الى عنصر وازن ومؤثّر ومقرّر في معركة السياسة والميدان. وهو ما يستدعي التفكير والفعل فيما يتجاوز التذمّر، المفهوم والذي يجب تفهّمه، وكذلك تجاوز مظاهر الخمول والإحباط، التي ندرك أسبابها بالتأكيد. لكن هذه يجب ألا تتحوّل الى ظاهرة، بل نحتاج لتداركها. وهو ما لن يتم سوى بالعمل والفعل والنشاط.

هنا نشير بالتأكيد والتشديد الى دور الأجسام والحركات والتنظيمات السياسية والتنظيمية التي يجب ان تقوم بالدور الريادي والتنظيمي والتحشيدي، لتقدّم بديلا وفضاء يمكن فيه ممارسة الوزن السياسي النوعي لجماهير تتعرض للقمع والتحريض والاعتداء العنصري المنهجي. ونقول بصراحة: ليست المشاركة في انتخاب كتلة برلمانية قوية مؤلفة من ممثلي جماهيرنا هي خلاصة العمل السياسي المقصود والمنشود، لكنها مع ذلك تشكل جزءا مركزيا في العمل السياسي، على طريق تشكيل قوة قادرة على الصد والمنع في حالة المشاريع المعادية لمصالح جماهيرنا، وعلى الشد والدفع في حالة كل ما يصب في مصلحتها. إن كتلة تعبر عن الوزن الكمي والنوعي لجماهيرنا ستكون على حساب قوة ألد أعدائها وسببا في إضعافهم وربما إسقاطهم. هذا أولوية أساسية في معركة المساواة. وهي مسألة حسابية بسيطة أيضًا.

أخبار ذات صلة