news-details

وسائل رقابة وتجسّس نتنياهو بمستوى خطر الكورونا!

أعلن رئيس حكومة اليمين بنيامين نتنياهو الذي لم يفوت فرصة لاستغلال جائحة الكورونا للتشبث بالسلطة وتفادي محاكمته، أن الحكومة تنوي استخدام وسائل تكنلوجية "أعدت لمحاربة الإرهاب".. "نحن أمام حرب تقتضي استخدام وسائل خاصة، ما سنقوم به ليس بسيطًا ويخرق حق الخصوصية لكن ليس هناك مناص من ذلك". هكذا تحدث المحرض الفاسد وسط اعتراض وتخوف من خطورة هذه الخطوات أبداه سياسيون وصحافيون وخاصة أن الحديث يدور عن قوة تسلط خطيرة في يد رجل خطير.

الوسائل التكنولوجية الديجيتالية الحديثة التي يتحدث عنها نتنياهو هي عبارة عن استعارة قدرة الاجهزة الأمنية على معرفة موقع هواتف المواطنين في كل لحظة، بالاضافة لتقاطع أماكن هواتف خليوية لاشخاص مع بعضهم الآخر، ومعلومات شخصية أخرى لا يمكن تحديد مداها تخص الأفراد. وهذا خرق متقدم وخطير للخصوصية وانتهاك بشع لحقوق الانسان، لا يتكلم عنه أحد في العادة ولا يشغل الصحافة الاسرائيلة، ما دام يُستخدم ضد الفلسطينيين هناك.

الموقف الديمقراطي الصميمي والمنطقي هو التصدي بكل قوة لهذه الخطوة مهما صُورت على أن هدفها سلامة المواطنين. وهذا يذكر بالنقاش الذي دار في الولايات المتحدة وحول العالم  بعد ان كشف ادوارد سنودن الذي كان يعمل في الفروع الرقمية لأجهزة الأمن الأمريكية عن الفضيحة التي أثارت ضجة كبيرة لا زال يتردد صداها حتى اليوم، حيث كانت اجهزة الاستخبارات وبتوجيه إدارة جورج بوش الابن تستخدم أساليب مشابهة لتلك التي يتكلم عنها نتنياهو تخترق خصوصية المواطنين في الولايات المتحدة بادعاء مواجهة "الإرهاب" بعد 11/9.

الحديث هنا لا يدور حول حالة عادية، لكن عن رجل خطير مثل نتنياهو وعصابته الذي يستعد لعمل أي شيء للبقاء في الحكم؛ وفي حالة فاشية مثل اسرائيل، قد يكون الخطر مضاعفًا، ولا يمكننا معرفة اين يمكن أن يقف ذلك.. يحاول نتنياهو تجاوز أزمته السياسية عبر الترويج أن الحالة طارئة وتستدعي حكومة طوارئ و"خطوات طوارئ".. المعارضة الحقيقية في هذه الحالة يجب أن تكون مقولتها السياسية، أنه بالذات بسبب خطورة الحالة التي يصفها نتنياهو لا يمكن أن يقود الدولة في غمارها، رجل خطير مثله توجد ضده لوائح اتهام وقضايا فساد؛ ومحرض دموي على مواطني الدولة مستعد أن يدمر كل ما يمكنه من أجل البقاء في الحكم. ان امتلاك القوة الاوثوقراطية بهذا الشكل الذي توفره حالات الطوارئ في يد رجل مثل هذا وحكومة كهذه، هو التهديد والخطر الحقيقي المضاعف على سلامة وأمن المواطنين.

أخبار ذات صلة