news-details

انعقاد المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات في الجزائر

عقد المؤتمر الثالث للإتحاد العربي للنقابات أيام 14-15 ايلول الحالي بفندق "الميريديان "في مدينة وعران، وكان الاتحاد العام للعمال الجزائريين هو المضيف للمؤتمر، وللتذكير فان المؤتمر الثاني استضافه اتحاد الشغل المغربي في مطلع اكيوبر 2018. وكان شعار المؤتمر "الحوار الإجتماعي سبيلنا من أجل التعافي الإقتصادي والإجتماعي" بحضور اكثر من 200 مندوب يمثلون نقابات عمالية من 15 دولة هي: الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، موريتانيا، السودان، مصر، اليمن، سلطنة عمان، البحرين، العراق، الكويت، الاردن، فلسطين ولبنان.

وحضر المؤتمر وفود نقابية من عدة دول من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا بالإضافة الى ممثلين عن منظمة العمل الدولية والاتحاد الأوروبي، كما حضر المؤتمر العديد من الوزراء في مقدمتهم وزير العمل والضمان الاجتماعي الجزائري يوسف شرفة وثلة من الوزراء ممثل اتحاد صحاب العمل في الجزائر وغيرهم من الوفود.

وكان قد سبق افتتاح المؤتمر في ايام 7-11 ايلول عقد مؤتمر الشباب النقابي العربي ومن ثم المؤتمر الأول للمرأة العربية النقابية ادارته الفلسطينية عائشة حموضة وذلك في نفس مكان انعقاد المؤتمر.

وكان قد افتتح أعمال المؤتمر النقابي الأردني الحاج مازن المعايطة الذي شغل منصب رئيس الإتحاد للأربع سنوات الماضية حيث رحب بالحضور وأضاف في كلمته: أن المرحلة القادمة هي مرحلة تعافي اقتصادي عربياً ودولياً، ولكن تواجهها العديد من التحديات ولا بد من وضع الخطط الكفيلة التي تمكن النقابات والعمال العرب من تجاوز العقبات وضرورة الاعتماد على الحوار الإجتماعي الذي يكرس مفهوم الشراكة الاجتماعية بين الشركاء، وهو أكبر دافع للنهوض بالاقتصادات وجعلها تتعافى بشكل جدي. وعن المؤتمر الثالث وتوقعاته أضاف:

ان المؤتمر الثالث الذي تحتضنه الجزائر، يؤسس لمرحلة جديدة بعد ثماني سنوات من وجود الإتحاد العربي للنقابات الذي بدأ قوياً وسيبقى قوياً بعد سنوات من التحديات والتوترات الاجتماعية والمتغيرات السياسية والعقبات الاقتصادية والمالية، خاصة بعد جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على شريحة العمال الذين هم الطرف الأضعف في المعادلات الاقتصادية، وكان لزاماً على الإتحاد أن يواجه تلك الأزمة الصحية بقوة وصلابة بالاعتماد على سواعد العمال الذين نجحوا في رفع التحدي وشكر الإتحاد العام للعمال الجزائريين على استضافة المؤتمر والطاقم المهني للاتحاد العربي للنقابات برئاسة السكرتير التنفيذي، النقابي التونسي مصطفى التليلي، على ما بذلوه من جهد للتحضير للمؤتمر واعداد مواده وغيرها من المهام، وأكد في نهاية كلمته على النقاط التي سيبحثها المؤتمر وجدول أعماله وتمت المصادقة عليه بالإجماع.

ثم كانت الكلمة للبلد المضيف قدمها النقابي سليم لعباطشة أمين عام اتحاد العام للعمال الجزائريين، حيث كانت كلمته شاملة بعد الترحيب بأعضاء المؤتمر والضيوف اكد أن  تحاد عام العمال الجزائريين يرى أن التجسيد الأمثل للغايات المنشودة لا ينفصل عن تعزيز الحوار الإجتماعي كمرتكز ضروري لتجسيد التنمية الشاملة وتحقيق التعافي الاقتصادي وإرساء الحوكمة والارتقاء بالمؤسسات وتشجيع العمل اللائق بما يعود بالخير على الشرائح العمالية. يأتي هذا في سياق مقاربة مشتركة ذات أبعاد استراتيجية والتواصل الجاد والفعل التعاوني المستدام والعمل التشاركي التكاملي في كل القطاعات وتشجيع الإنتاج في كنف الاستقرار.

من جهته اكد الوزير العمل والضمان الاجتماعي يوسف شرفة على النهضة التي تشهدها الجزائر في العديد من المجالات وأنه جرى اقرار تعديلا تشريعيه بالتنسيق مع النقابات تتعلق بحماية الحرية النقابية وتعزيز العلاقات المهنية والوقاية بخصوص الحق بإعلان نزاعات عمل جماعية.

أما فيما يتعلق بالمؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات: هذا المؤتمر سيفتح آفاقاً جديدة للمضي قدماً وبخطى ثابتة نحو تقدم وازدهار العمل النقابي العربي فهو يأتي دعماُ للجهود الرامية الى تقوية وتطوير الشراكة والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي مع المنظمات النقابية زاثراء الحوار الإجتماعي.

 

كلمة النقابي نور الدين الطبوبي هي الأقوى في المؤتمر

كانت كلمة النقابي التونسي نور الدين الطبوبي اللأمين العام للاتحاد التونسي للشغل كلمة قوية وصريحة، بل اقوى كلمات المؤتمرين، حيث تناول عدة محطات هامة في مسيرة الاتحاد العربي للنقابات مؤكداً أن لا مكان للتأتأة في النضال النقابي وقال :” أقولها بصراحة العمل النقابي مبني على الجرأة والوضوح، هذا المولود النقابي الذي ولد ولادة عسيرة وبدأ يتخطى خطواته، علينا أن نكون صريحين ولا نقصد التعميم، بحاجة الى التقييم والتقويم.

من ثم طلب من ضيوف المؤتمر بأن تكون جلسة المندوبين مغلقة :العائلة النقابية العربية ستغلق على نفسها في القاعة ويكون هناك نقاشاً مستفيضاً والقراءة النقدية من أجل غد أفضل ومن أجل حركة نقابية فاعلة، ولا يمكن للعمل النقابي كما يريده الحكام، على الحركة النقابية أن تكون مستقلة وديمقراطية  وتقدمية وأن تعمل بحرية في وطنها، وأن تدافع بصدق عن الطبقة العاملة، وعلينا أن ندافع عن الإنسان وحماية الحرية والديمقراطية له يقولون ما دخلكم بهذه الأمور مثل الاقتصاد والسياسة وغيرها من الحقوق، نحن نقول لهذه القضايا تداعيات على العمال خاصة والمواطنين عامة من الجانب الاجتماعي والأجور وغيرها من الحقوق، في الواقع نحن لا نريد السلطة وأبعد من نحب العمل السياسي، لكننا أهل لذلك .

نحن نعرف جيداً ما يجري في الأقطار العربية في القضية النقابية، نعرف ضعفنا وما نواجهه من تحديات، ما دفعنا للخروج من الحركة النقابية العربية كونها ناطقة بلسان الحكام.

بدأت لدينا تحركات عشية المؤتمر وخلاله الآن حول من سيكون الأمين العام ومن عضو لجنة تنفيذية ومن يرأس هذه اللجنة أو تلك، المنافسة مشروعة لكن علينا وضع مصلحة الحركة النقابية نصب اعيننا أولا وقبل كل شيء، واكد أن أي مسؤول نقابي عربي ينتخبه المؤتمر يمثلنا فإن الخلاف في الرأي هو في اطار الدائرة الصحية للعمل الديمقراطي.

وتحدث عن بعض النقابات التي حاولت وضع شروط قبل المؤتمر او مقاطعة لأن المؤتمر يعقد في هذا البلد أو ذاك، نحن نؤكد أن استقلالية القرار النقابي مهما كانت التكاليف سندفعها، وهنا أشار الى ما حدث في المؤتمر التحضيري للاتحاد الدولي للنقابات العمالية، الذي عقد في كوبهاغن، وأن الاتحاد التونسي للشغل كان له موقف مغاير للقيادة والسكرتير العام النقابية شاران بورو، "التي تحترمها"، لكننا ثبتنا على موقفنا لأنه كان صادقاً، والغريب أننا دفعنا الثمن لهذا الموقف (قصد مقاطعه شبه رسمية من الاتحاد المذكور) وفي كلمته بالقول "لدينا نواقص لكن لدينا انجازات على الحركة النقابية أن تنظر لنا باحترام واستقلال فنحن لسنا تابعين لاحد بل حركة نقابية عربية مستقله .واختتم كلمته بتوجيه التحية والتضامن مع الشعوب العربية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين حيث البطش بالشعوب والاطفال والعمال من قبل قوى العدوان الجنبي، وندعو الاتحاد الدولي للنقابات العمالية أن يكون له موقف مدافع عن هذه الشعوب، البعض ينظرون للعامل كقوة انتاج، لكن العامل يقف في المكان الأول في المجتمع وعلى كاهله ينمو الإقتصاد فيجب حمايته وتوفير الحقوق له من أجر لائق وضمان اجتماعي.وتمنىىأن يكون مستقبل الحركة النقابية العربية مثال يحتذى به وقال :” نحن نؤكد اخترامنا لقرارات المؤتمر وكل من ينتخب أيا كان ومن أية دولة يمثلنا في الاتحاد التونسي للشغل" .

 

انتخاب الأخ شاهر سعد كأمين عام ثالث للاتحاد العربي للنقابات ونوابه

 في يوم الخميس الخامس عشر من أيلول عقدت جلسات المؤتمر المتعلقة باتخاذ القرات الصادرة عن المؤتمر وانتخاب الرئيس والنواب واعضاء اللجنة التنفيذية ورؤساء اللجان، وقد انتخب المؤتمر  بالإجماع  الأخ شاهر سعد الامين العام لاتحاد النقابات الفلسطينية، رئيساً للاتحاد العربي للنقابات للدورة الثالثة أي 22-26 خلفاً للرئيس السابق الأردني مازن المعايطة وكان الرئيس الأول للاتحاد العربي للنقابات النقابي حسين العباسي من تونس.

وقرأ شاهر سعد كلمة مطوّلة شكر في بدايتها انتخابه ثم تناول اوضاع العمال والشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال وطالب بتكثيف الدعم النقابي الدولي والحكومات لشعبه.

كما تم انتخاب نواب الرئيس وهو الجزائري سليم لعباطشه (نائباً اول ) واليمني علي بلخدر نائباً ثانياً للرئيس وانتخب التونسي مصطفى التليلي سكرتيراً تنفيذياً للاتحاد العربي للنقابات ود. هند بني عمّار نائباً للسكرتير التنفيذي والعُماني محمد بن حامد السعدي نائباً ثانياً للسكرتير التنفيذي، كما انتخب اعضاء اللجنة التنفيذية وفق مفتاح التمثيل ورؤساء لجنتي المرأة والشباب.

وكان اعضاء المؤتمر قد استمعوا الى كلمات كل من غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية وشاران بورو امين عام الاتحاد الدولي للنقابات العمالية عير الفيديو وتحيات اخرى من ممثلين نقابيين ضيوف على المؤتمر.

 

انتخاب لعباطشة رئيساً للمكتب التنفيذي للاتحاد العربي للنقابات

كما إنتخب في يوم الخميس 15 ايلول الحالي  الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة، رئيسا للمكتب التنفيذي للاتحاد العربي للنقابات، واتخذت العديد من القرارات منها 25 توصية.

وصرح رئيس المكتب التنفيذي ونائب الاتحاد العربي للنقابات العرب سليم لعباطشة على هامش المؤتمر، بأنه تمت المصادقة على الخطة العامة المستقبلية للدورة المقبلة.

ومن توصيات المؤتمر، ذكر لعباطشة ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة وبين العمال المهاجرين والعمال المقيمين، إضافة إلى تحديد أهداف واضحة وعملية من أجل عمل أكبر تجاه العمل غير المنظم، ما تطلب أيضا العمل المكثف لعدالة اجتماعية في أوساط العمل في المؤسسات.

 

تكريم نقابيين ونقابيات

في الجلسة الختامية جرى تكريم عدد من النقابيين والنقابيات تقديراً لجهودهم في دفع الحركة النقابية، حيث قام كل من الرئيس المنتخب شاهر سعد ونائبه سليم لعباطشه بتقديم دروع التكريم للنقابيات والنقابيين وبرز م في مقدمتهم النقابي العراقي (ابوطن) رئيس الاتحاد العام لنقابات العاملين "باعتباره نقابيا متميزا وشجاعا يعمل في ظروف صعبه ومعقده".

 

وتأبين نقابيين

 ثم قدم عرض عبر الشاشة جرى من خلاله تأبين عدد من النقابيين والنقابيات من مختلف الدول وشمل التأبين النقابي الرفيق الراحل محمدعبد الحميد  العطاونة (ابو العبد) والنقابية الرفيقة آمنه الريماوي والرفيق النقابي مازن العزة (ابو مازن ) وجميعهم من الحركة النقابية الفلسطينية.

 

 

أخبار ذات صلة