news-details

صفحات من التاريخ... عمال بلدية القدس يعلنون الإضراب

أرسلت جمعية العمال العربية الفلسطينية بالقدس، مذكرة نهائية إلى بلدية القدس تعلن فيها أن جميع العمال الذين يعملون في قسم الصحة ببلدية القدس، قد اتخذوا قرارًا بالتوقف عن العمل يوم الإثنين في 31-7-44 احتجاجًا على عدم تلبية طلباتهم العادلة، التي مضى عليها ما يقرب من السنتين، ولهذه المناسبة أصدرت جمعية العمال العربية الفلسطينية البيان التالي:
(إنّ قضية عمال التنظيفات التي مضى عليها ما يقرب السنتين، وهي قضية مائتين وخمسين عائلة، قد أهملتها بلدية القدس، إهمالًا تامًا، وكان نصيب كل احتجاج ومراجعة ومقابلة من قبل عمال التنظيفات مع بلدية القدس، الإهمال والسكوت، مما حدا بالعمال أنفسهم الرجوع إلى آخر سهم في جعبتهم، ألا وهو إعلان الإضراب، بعد أن جربوا جميع الوسائل وبعد أن ضاقت بهم الحال، إلى درجة لم يعد باستطاعتهم احتمالها، وكل هذا، وأعضاء المجلس البلدي غافلون عن هذا الأمر، يتناسون قضية عائلات فقيرة، تكون جزءًا كبيرًا من مجموع سكان القدس وعصبًا حساسًا في حياة مدينة القدس الزاهرة العامرة.
إن جمعية العمال العربية الفلسطينية بالقدس، تعلن، أنها ما كانت في يوم من الأيام، تود اللجوء إلى الإضراب، ولكن موقف المجلس البلدي، وعدم اصغائه لطلبات العمال العادلة، وسوء الحالة التي يتردى بها العمال من فقر وفاقة ومرض، قد حتمت اللجوء إلى هذه الوسيلة، وقد غاب عن بال المجلس البلدي، أن العامل العربي له الحق أن يطالب بحقوقه المهضومة، والتي لم يعد بالإمكان هضمها، ان عمال التنظيفات، ناس كسائر الناس، لهم الحق بالعيش كما يعيش الناس.
وإننا نتوجه، للمرة الأخيرة إلى أعضاء المجلس البلدي ونهيب بهم أن يعملوا على تلبية طلبات العمال العادلة، فلا يقع الإضراب، الذي لا يوده العمال ولا يوده أحد، وكأنهم مكرهون عليه، مرغمون على اللجوء اليه إرغامًا.

                                                                                               حسن ابو عيشه
                                                                                     سكرتير جمعية العمال العربية                                              
                                                                                                       القدس

على أثر المذكرة النهائية التي أرسلتها جمعية العمال العربية في القدس للمجلس البلدي، دعا مساعد حاكم اللواء سكرتير جمعية العمال العربية ومساعده، فاجتمعا بسعادته، بحضور قائمقام المدينة ومفتشها ومساعد مفتش دائرة شؤون العمل وبحثوا في مشكلة عمال البلدية فأحيلت المسألة لدائرة شؤون العمل على أن لا يضرب العمال إلى أن تُصدر قرارًا نهائيًا آخر، هذا وفي الميزانية زيادات لأجور العمال وتحسين حالهم.
(جريدة الاتحاد، الأحد 30 تموز 1944 ص 1).

أخبار ذات صلة